تدوينات عربية

حول الموقف الرسمي للفاتيكان من الإسلام

فهد شاهين

1. (المسلمون خراف المسيح الضالة) و (النبي محمد أكبر هرقطي في التاريخ) هذا يمكن القول أنه أكثر الأدبيات الكنسية وضوحا حول الإسلام والنبي محمد.. والسؤال هنا هو ماذا أضاف مجمع Nostra Aetate نوسترا اتاتي الذي أعلن في العام 1965م الإنفتاح على كل الأديان السماوية (الإبراهيمية).
2. قبل ذلك نعود للمجمع الكنسي في فلورنسا في العام 1445م وهو ينص بوضوح على أن جميع الأديان والمذاهب ماعدا الكاثوليكية هي خارج الخلاص ولن تحصل على الخلاص يوم القيامة بل وصفها بحطب جهنم.
3. نعود لمجمع الفاتيكان بين أعوام 1961-1965 ونسأل الأسئلة التالية.. هل اعترف بالإسلام دينا سماويا هل اعترف بمحمد نبيا ورسولا.. الإجابة لا.. إذن لماذا الضجيج حول إنفتاح كاثوليكي تجاه الإسلام والمسلمين.
4. هنا لابد من التذكير أن الفاتيكان الذي اعترف بالمسيحية الأرثوذكسية بعد 2000 عام وهي أصل المسيحية بعد وصفها بالهرطقة واعترف بالبروستنت بعد 450 عاما من وصفها أيضا بالهرطقة والكفر وقتالها هل يمكن فجأة أن يعترف بالإسلام دينا سماويا.. الجواب هو أن وقائع التاريخ وسيرة الفاتيكان تقول طبعا لا.
5. السؤال هنا وهو الأهم ماذا يصف الفاتيكان الإسلام والمسلمين ونبيه محمد بشكل محدد ومفصل ورسمي.
6. الإجابة هي أن الفاتيكان اعترف أخيرا أن المسلمين يتبعون دينا يؤمن بالله الواحد وقد مدحهم ثم عاب عليهم أنهم لا يؤمنون بالمسيح إلها بل نبيا وأضاف تجريدا لمحمد نبي الإسلام من الإيمان كونه ينتسب لإسماعيل زوج الجارية حيث لا نسب بيولوجي له مع الأباء الكبار إبراهيم ويعقوب وموسى.
7. هنا نلاحط اأ اعتراف الفاتيكان كان اعترافا فقط بالمسلمين دون الإسلام وهنا نعود لما يؤمن ويعتقد به الفاتيكان حول الإسلام والقرآن ونبيه محمد.
8. الفاتيكان مازال يرى في محمد أكبر هرطقي في التاريخ وهذا الهرطقي حسب الفاتيكان عرف الحق ويسوع عن طريق المسيحيون الأوائل (الايبونيون) وقد علمه وعمده ورقة بن نوفل أسقف مكة ليكون محمد من بعد ذلك أسقفا لكنيسة مكة إلا أنه إنشق بل إرتد عن تعاليم المسيح وأسس دينا جديدا أسماه الإسلام وادعى أن وحيا قد نزل عليه معتمدا على تعاليم المسيح والإنجيل الذي كان بالعبرية مع ورقة بن نوفل.
9. أما بخصوص بشارة محمد بالإنجيل فإن اللاهوت المسيحي لا ينكرها وإن كان لا يبرزها نصا ويؤولها على أن المسيح قد بشر بهرطقي إسمه محمد سينشق عن كنيسة مكة ويؤسس دينا هرطقيا إسمه الإسلام.. فالمسيح هنا وحسب اللاهوت الكنسي بشر بهرطقة الإسلام على أنه أكبر هرطقة وعقبة ستواجه الإيمان المسيحي القويم وبعد الإنتصار عليه (أي الإسلام) وإنهائه سيكون الخلاص الأبدي للمؤمنين بعودة الرب يسوع.
10. من المضحك أن مجمع الفاتيكان الأخير عاب على الإسلام إرتباطه بالسياسة فالفاتيكان الذي يعتبر دولة لدين تعيب على إسلام لا دولة له اليوم ولا رجال دين له اليوم أو الأمس.
11. ومن المضحك أيضا أن الفاتيكان يعيب على الإسلام تعدد الزوجات والطلاق في الإسلام وأحكام الأسرة.. ناهيك عن نفي القيم الأخلاقية عن الإسلام.
12. هنا يظهر لنا أن مجمع 1961-1965 إعترف بالمسلمين من جهة إلا أنه عاب على الإسلام ونبيه ما يعيب على كل الهراطقة في التاريخ من عدم إستحقاق الخلاص يوم القيامة وهذا المجمع لم يعقد للإنفتاح على المسلمين بل كان الهدف الأساسي منه الإعتراف باليهودية ولتبرئة اليهود من دم يسوع.
13. أخيرا أكتب هذا لسببين للإستعراض التاريخي ونشر الحقيقة ناهيك عن كونها رسالة لبعض المتنورين العرب الذين يطالبون المتدين البسيط أن يهنئ المسيحي بعيده ويضعونها علامة على إنفتاحه أو عدمه علما أن جلهم يجهل ما هو الموقف الحقيقي المعتمد للاهوت المسيحي حول الإسلام ورغم ذلك هذا المقال لا يجزم منعا أو ترحيبا بالتهئنة للمسيحيين بقدر ما هو وضع للأمور على الطاولة فجل الفلسطينيون والعرب يهنئون بعضهم بأعيادهم بعيدا عن مواقف رسمية من رجال الدين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock