تدوينات تونسية

عيد الثورة: كيف اعرفه لا هو 17 ديسمبر ولا هو 14 جانفي

أبو يعرب المرزوقي

لا ينتظرن أحد مني أن اكتب شيئا حول ما يسمونه عيد الثورة بهذا التاريخ ولا حتى بتاريخ 14 جانفي. لان لي رؤية مختلفة تماما عما يسمو بهذين التاريخين إلى ما لا يعدان عندي بداية الثورة.

فالسنة الأولى بمقتضى هذين التاريخين كانت لمناورات المحافظة على نظام ابن علي رغم هروبه. فحكومة الغنوشي ورئاسة المبزع وحكومة السبسي كلها مناورات لمنع التغيير بمحاصرة محركه الوحيد: نجاح استعادة النهضة لبنيتها.

لذلك فالمسعى لم يدم أكثر من 8 سنوات بين الانتخابات الأولى والانتخابات الأخيرة أي بين نهاية 2011 ونهاية 2019.
وحتى الثماني سنوات فهي تنقسم إلى:

  • ثلاث سنوات كانت حربا ضروسا عليها قادها الاتحاد وكل من أحاط بالسبسي من خارج الحكم وتوابع المرزوقي وتوابع ابن جعفر.
  • وخمس سنوات كان حكم السبسي بإدارة ابن علي وبقاعدة مفتتة. فكانت النهضة هي عماد النظام حتى وإن لم يكن لها عليه ادنى سلطان.

وما بعد الانتخابات الأخيرة هو عودة إلى ما هو افسد من نظام ابن علي وهو قد انهى كل مسعى لبناء شروط الديموقراطية بل حتى للإبقاء على ادنى حد من مفهوم الدولة.

فالثورة بدأت لما أفشل الشعب كل المناورات التي قام بها أعداؤها لإفشالها قبل أن تبدأ حقا. هي بدأت لما فرضت الانتخابات نتيجة مذهلة وهي أن الإسلاميين بعد توهم إفنائهم حصلوا على الأغلبية المطلقة في كل الدوائر.

والإسلاميون قبلوا التزييف الذي مكن من إفقادهم الأغلبية المطلقة استراتيجية سياسية حتى تبدأ الثورة. لكنهم أساؤوا التقدير في تكوين الحكومة والحلف مع المرزوقي وابن جعفر اللذين يعتمدان على قاعدة مندسة من حزب ابن علي.

وإذن فالثورة لم تبدأ فعلا إلا لما أفشل الشعب مناورات اللجنة التي كونها ابن علي وحافظ عليها السبسي ورفضتُ القبول بدعوتي للمشاركة فيها لتوقعي طبيعة مشروعها وهدفه.

فهي قد نظمت الانتخابات بهدف وحيد هو إفقاد الإسلاميين شروط الحصول على الأغلبية:

بدأت بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 2012.
لكن النهضة بسبب حلفها مع المرزوقي وابن جعفر لم تستطع تغيير القانون الانتخابي الذي يحول دون بناء سلطة فاعلة لتحقيق التغيير الفعلي.

لذلك فالانتقال الديموقراطي انتهى كمشروع لأن تعثره بلغ الذروة بعد فشلها في انتخابات 19 برلمانيا ورئاسيا.
لن يعود الشعب التونسي لمحاولة بناء الديموقراطية من دون شرطين:

الأول توحيد الإسلاميين الذين تفتت تنظيمهم السياسي إلى خمسة مجموعات:

  1. ما بقي من النهضة: وهم قلة لكنها هي الأكبر.
  2. والحزب الذي خرج منها : وهم فتات لا يرجى منه خير.
  3. والحزب الذي فضل المزايدة عليها من خارجها: وهم متسرعون.
  4. ثم من هجروا السياسة بسبب الانقسامات.
  5. ومن يئسوا من ركوب النهضة من غير الإسلاميين عديمي القاعدة.

وما لم يفهم الإسلاميون ذلك ويستفيدوا من قوة الدفع التي تترتب على الأحداث التي أعادت للإسلام المقاوم دوره التاريخي بفضل انتصار طوفان الأقصى فإنهم سيصبحون فتاتا لا تأثير له على مجرى التاريخ.

لذلك فإني ادعوا المخمس الذي وصفت هنا إلى السعي للتوحيد حتى يصبح لهم شروط القوة الكافية لاستئناف المسار الديموقراطي مع الجمع بين:

  • ثورة التحرر وهو هدف الربيع أي شروط حرية الإنسان وكرامته وهو المشروع الأساسي لكل عمل سياسي داخلي يحقق العدل ويزيل الظلم والقهر عن عامة الشعب.
  • وثورة التحرير وهو هدف توقف بسبب الاستقلال الزائف والسعي لإخراج فرنسا من تونس بتحرير ثروة البلاد وتراثها وهو المشروع الأساسي لكل عمل سياسي خارجي يشترط شرطي السيادة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock