تدوينات تونسية

غزة والإخوان والسيسي

أحمد الغيلوفي

غزة والربيع العربي

لم يكن بإمكان الصهاينة ذبح 15.000 فلسطيني لو لم يقع إفشال الثورة في مصر تحديدا.
قصيرو النظر، الذين تستبِدُّ بهم وساوس أصبحت الآن بلا معنى، رقصوا لانقلاب السيسي واصدروا بيانات “تُهنّئ العسكر والأمن في مصر على الإنجاز” (انظر بيان الاتحاد).

أما الصهاينة فقد كانوا يفكرون بطريقة استراتيجية، لذلك ادركوا أن الثورات ستُحرر إرادة الشعوب فتشارك عاجلا أم آجلا في معركة تحرير فلسطين. ستشارك إما بحمل السلاح واقتحام الحدود أو بان تفرض على الحكام، عبر آلية الانتخابات، المشاركة في التحرير عند أول حرب. على الأقل تفرض عليهم عدم فتح أجواءهم لطيران العدو، وفتح الطريق للجرحى ولشاحنات الغذاء.

وكان الصهاينة منذ أمد بعيد يخططون لابتلاع كل فلسطين، ولم يكن “أوسلو” إلا ملهاة الإستنزاف الفلسطينيين وربح الوقت للضغط على الحكام من اجل التطبيع المجاني.

عندما وقعت الثورات ادرك رُعاة الصهاينة وحُكام الاحتلال أن نجاحها يعني تحرير أقوى خصم لـ “إسرائيل”: الشعب العربي.

تحالفت “إسرائيل” مع حلفاءها الآن ضد غزة، هم انفسهم، ضد الثورات: ذُبحت في مصر وفي دوار اللؤلؤة في البحرين وفي ليبيا وفي سوريا وفي الأردن واليمن والسودان.. وتونس خرّبوها بالاغتيالات والإحتراب والقصف الإعلامي..

اليوم تعجز مصر أن تفتح معبرا يقع في أراضيها وتحت سيادتها ولا علاقة له بالأرض التي تحتلها “إسرائيل”، ويستعمل الطيران المدني والحربي أجواء السعودية والإمارات.. والبحرين والسودان مطبعان.

محمد مرسي
محمد مرسي

لا احد يجرؤ على التساؤل علانية الآن: في هذه الأوقات المرة والمليئة بالقهر والعجز أيهما افضل أن يحكم مصر مرسي والإخوان أم يحكمها السيسي؟ يحكمها من “يتخابر مع حماس” أم من طلب من “إسرائيل” “إنجاز مهمتها بأسرع وقت؟”.

اذا كانت فاجعة قتل 15 الف فلسطيني وتشريد مليونين وجرح 20 الف لا تجعل البعض يُراجع أحكامه السابقة ويتخلص من وساوسه التي أخذها مأخذ الحقائق، فهؤلاء موتى وجثث تتحرك في الشوارع وتُعفّن الهواء الذي نتنفسه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock