الأربعاء 23 أبريل 2025

فتية غزّة آمنوا بالنصر قبل المعركة

نور الدين الغيلوفي

الذين حدّثونا عن ضرورة الدهشة لكلّ ذي عقل لم نرهم قد اندهشوا، فهل فقدوا عقولهم؟
أليس أنّ الأحداث الكونية الكبرى تحمل العقلاء على التفكير والنظر والتحليل؟
أليس أنّ ما يجري في غزّة يربك العقول ويكسّر الثوابت المعتادة واليقينيات المعادة؟
الحروب أليست مفاتيحَ لأبواب العقل المغلقة؟

فتية غزّة
فتية غزّة

قرية صغرى منبسطة محتلة من زمن بعيد محاصَرة منذ عشرين عاما لا يدخل إليها فوق الأرض شيء إلّا تحت مسح نظر المحتل ومَن وراءه.. عيون السماء والأرض تراقب عليها كلّ شيء.. هذه القرية نفسها يخرج منها فتية آمنوا بالنصر قبل المعركة.. اقتحموا على العدوّ أسواره.. خلّعوا أبوابه.. أسكنوه فزعا أشربهم إياه قبل سبعين عاما..

فتية غزّة

تداعت عليهم القوى العظمى ولم يتراجعوا
خذلهم الإخوة والأهل والأقارب والأباعد ولم يتخلّوا
أمعن العدوّ القويّ المجرم فيهم تخريبا وتقتيلا وأسرا ولم يتخلّفوا…
وقالوا نحن ننتصر، والعدوّ ينقشع من أرضنا.. قولًا واحدًا.
الحرب جاوزت شهرين والنيران تشتعل والعالَم يرقب واجفا الخراب يزداد هولا حول الفتيان.. وبطولاتهم تترى.. يثبّتونها ويراها العالَم في كلّ يوم.. ولا يندهش.

قلبوا معادلة العقل المهيمن رأسا على عقب.. وأضرموا في الرأس عقلا أكثر انفتاحا على الفهم.
كيف؟ ولماذا؟ وما معنى؟ وأين نحن؟ وأين هم؟ وإلى أين تمضي بنا الأرض وبهم؟
أسئلة لا يطرحها سكّان الجحور الدوغمائية العقلانية المظلمة.
ولقد أهلكونا من قبل بفتوحات التنوير.. حتى قالوا بنهاية التاريخ عندهم.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

نور الدين الغيلوفي

تعبنا، فأين مدُّك ؟ أَشلاؤنا أَسماؤنا. لا .. لا مَفَرُّ

نور الدين الغيلوفي يا خالقي في هذه الساعاتِ من عَدَمٍ تَجَلَّ! لعلَّ لي حُلُماً لأَعْبدَهُ …

نور الدين الغيلوفي

العرب في أوروبّا من صلاة العيد إلى التهجير القهريّ

نور الدين الغيلوفي أفكار من وحي مشاهد صلاة العيد في بلاد الغرب وما تلاها من …

اترك تعليق