الضفة الغربية وسقوط قرطبة
فهد شاهين
يتشابه عندي حال الضفة الغربية التي أسكن فيها بحال مدينة أشبيلية حين حاصرت قشتالة مدينة قرطبة مما أدى لسقوطها..
من المعلوم أن قرطبة سقطت في العام 1236م بعد حصار لستة أشهر من ملك قشتالة فرناندو الثالث..ولكن مدينة أشبيلية وقفت على الحياد ولم تقدم العون لأختها قرطبة.
كانت أشبيلية يحكمها محمد بن يوسف بن هود.. وكان يتفاخر أن عنده 100 الف من الجند.. وبدلا من أن يمد قرطبة بالعون.. كانت عيناه على ملك محمد بن يوسف الأحمر حاكم غرناطة بل كان يتواصل مع ملك قشتالة الثالث فرناندو الثالث.. حيث تعهد له بأن يبق على الحياد وأن لا ينقذ قرطبة مقابل أن يحصل على ملك غرناطة.
ولكن كانت النتيجة أن قشتالة بعد أن احتلت قرطبة عام 1236م قامت بحصار أشبيلية في العام 1248م مما أدى لسقوطها واحتلالها. وذهبت وعود فرناندو لمحمد بن هود أدراج الرياح. فمن يخون أخيه ولو بصمته إنما يضع رأسه على حد سيف عدوه.
نلاحظ أنه بعد ذلك التاريخ بعشرة أعوام سقطت بغداد على يد المغول في العام 1258م في دلالة أن الضعف والسقوط في الغرب الإسلامي يتبعه ضعف وسقوط في الشرق الإسلامي.
ندعو الله أن يكون صمود أهلنا في غزة فاتحة خير للعالم العربي والإسلامي رغم خذلاننا لهم الظاهر منه والباطن.
ولا غالب إلا الله.
يقظة خمسين مليون أسود أمريكي
أحدث طوفان الأقصى ردات اهتزازية في الداخل الأمريكي لم تقع من قبل وستؤثر على الحياة السياسية والاجتماعية في أمريكا على المدى المتوسط والبعيد.
من المعلوم أنه يوجد في أمريكا خمسين مليون أسود.. ورغم أن جميعهم جاؤوا من ارض أفريقيا بالأصل كانت مسلمة أو لا دينية فإن فقط اقل من 1 % منهم يعتبر نفسه مسلما أما البقية فهم مسيحيون مع توجه نحو المسيحية الإنجيلية أكثر من الكاثوليكية.
أحداث بل حرب إسرائيل على غزة.. ايقظ ضمير هؤلاء الأفارقة السود.. فهم بالأساس اقتلعوا من أراضيهم في أفريقيا وهجروا كعبيد لأمريكا بل استعبدوا فيها لقرون عدة.
من الملاحظ أنه وكامتداد لحركة مالكوم اكس في العودة للإسلام.. فإن هؤلاء الأفارقة الآن في طليعة من يؤيد غزة والفلسطينيين بل بات إعلان عودة مشاهير منهم للإسلام كما فعلت ميجان رايس دليلا ودلالة أن المسيحية الإنجيلية جلبت لهم العبودية والعنصرية وأن الإسلام يعيدهم للعدل والحرية.
طوفان الأقصى ليس بحدث سياسي أو عسكري بل فعل كوني حضاري يمكن لكل واحد منا المشاركة فيه في معركة كبيرة بين الحق والباطل وبين قيم العدل والظلم. أما قصة الهنود الحمر وتأييدهم لفلسطين فهي قصة أخرى مهمة جدا.. ويحسن بالعقل الإسلامي الفردي والجماعي التواصل مع هذا الطيف البشري الواسع واغتنام ريح الأقصى ليدخلوا أفواجا في دين لله.
من الإنجازات العظمى أن الأوربيين (مؤرخين ومفكرين) يحذرون منذ 500 عام من إلتقاء جديد بين (أبو عبيده عامر بن الجراح مع خالد بن الوليد) حيث عندها سيكون هناك فتح جديد للعالم كما حدث قبل 1400 عام.
من المفارقات التاريخية
أن ملايين الحشود في ساحات وميادين أوروبا الكبرى في لندن ومدريد وبرشلونه وقفت صامتة تستمع لكلمات أبي عبيدة وقائده أبو خالد محمد الضيف.
هذا توضيح كيف أن الإيمان والعقيدة يتجاوزان الزمن بل يختصرونه وما يظن انه لن يتحقق إلا باجتماع ملايين من الجند والآلاف من الدبابات والطائرات يتحقق على يد ثلة مؤمنة باعت نفسها لله واشترت الجنة بنفس راضية طيبة.