تدوينات تونسية

الاكتفاء بمتابعة أخبار الجزيرة ومنشورات الفايسبوك!!

شاكر الحوكي

على الرغم من هول ما يجري في غزة من جرائم وخراب، ظل خروج الجماهير التونسية الى الساحات متواضعا وغير متوقع.

https://www.facebook.com/reel/3681147122130959?mibextid=kcDB8O

قد يكون مرد ذلك ما ذهب إليه البعض بان الموقف الرسمي وضع السقف عاليا وبأن سعيد نجح في سحب البساط من الجميع بعد أن اعتبر “التطبيع خيانة عظمى” وزاد قولته المشهورة في حي التضامن “النصر أو الموت” وقبلها “تحرير فلسطين من البحر الى البحر”.

إلا أن رد الفعل الجماهيري هذا المتواضع في تقديري والذي شمل تنظيمات عدة بما فيها اتحادات الطلبة وكبرى الكليات في العاصمة في سابقة غير معهودة يعود الى أسباب أخرى لا يمكن استيعابها إلا اذا تخيلنا مثلا حركة النهضة في الحكم والمعزوفة التي كنا سنسمعها يوميا من قبيل “تحب ادخلنا في الحيط”. “مساندتها لغزة يأتي من باب الاشتراك في العقيدة والتنظيم الإخواني” وانها “تتاجر بدماء الأبرياء وتسعى الى كسب شعبية مفقودة”.

أما لو كان الباجي أو بن علي في الحكم فلوقع تصديع آذاننا بكلام من نوع “اخي باش تقدر عليها أنت إسرائيل” و “احنا دولة ضعيفة حتى نسلكوها لرواحنا” “واحنا مع الشرعية الدولية” “واحنا من الأساس موش عرب” و”يرحمو بورقيبة فاللهم ارضو بالتقسيم وهوما ما قبلوش”.

طبعا مثل هذا الكلام لن يصدر عن الناس بشكل عفوي لكن سيحركه الأخطبوط الإعلامي الجاثم على البلاد والمتحكم في توجهات الراي العام.

لكن بما أن قيس سعيد ليس بالإخواني ولا بالتجمعي؛ وهو لا باليميني ولا باليساري.. رأيت الجمهور ومنه الجمهور الطلابي والنقابي ملتزما بالصمت؛ ذلك أن الرهانات التي كانت تدفعه الى الخروج تغيرت ولم تعد نفسها. وكل الاعتراضات التي كان يمكن أن يكون لها معنى تلاشت وضاعت.

ولم يبق إلا أن نحمل العلم الفلسطيني على شرفات المنازل أو في مداخل المحلات التجارية والاكتفاء بمتابعة أخبار الجزيرة ومنشورات الفايسبوك.

نعم، إن ما يجري في غزة من أهوال لا يحتمل مثل هذه الملاحظات لكن لابأس من الإشارة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock