المحميات العربية.. تبعية الحكام والنخب فيها كيف تعمل ؟
أبو يعرب المرزوقي
عجبي ممن يعجب من حصيلة لقاء القمة العربية وحتى الإسلامية التي هي من جنس لقاء النخب التي تعمل لديهم في كل المؤسسات التي تتألف منها السلطة التابعة فيها جميعا:
لذلك فإني اعجب ممن ينتظروا منهم شيئا. فلا احد يجهل الأمرين التاليين بعد أن تم تفتيت بلاد العرب ودار الإسلام إلى محميات وتكليف من مكنوه من رقاب أهلها بتشتيت التاريخ لتخريب وظائف أي نظام هدفه قتل شروط القيام المستقل:
الأول: أنه لا احد من الحكام العرب يأمن بجاره من العرب أو المسلم من المسلم لأن العداوة بينهم متقدمة على أي عداوة إذ إن من يشعلهما بينهم هو من يدعي حمايتهم.
الثاني: وهو أهم من الأول كلهم بلا استثناء يعتبرون شعوبهم هي العدو الأول لهم مهما كانت مستسلمة لهم لأن كل وظائف المحمية الإحدى عشر التي تتظاهر بكونها دولة تتمثل في قلب دورها:
أولا وظائف الرعاية التكوينية المضاعفة (التربية المدرسية والمجتمعية) والتموينية المضاعفة (الاقتصاد والثقافية) وأصلها أي البحث العلمي كلها تعمل بعكس المطلوب:
تخريب وظائف الرعاية الأربعة الفرعية والأصل لتجعل الرعاية تابعة للحامي في شروط الرعاية وخدمة مصالحه.
ثانيا وظائف الحماية الداخلية المضاعفة (القضاء والأمن) ووظائف الحماية الخارجية المضاعفة (الدبلوماسية والدفاع) واصلها الإستعلامات كلها تعمل بعكس المطلوب:
تخريب وظائف الحماية الأربعة الفرعية والأصل أي المخابرات لتجعل الحماية تابعة للحامي في شروط الحماية وخدمة مصالحه.
ويجمع بين هذه الوظائف العشر ما يسمى دولة بإدارتها ووزاراتها وطبعا باعتمادها خاصة على القيام بدور التحكم في كل صغيرة وكبيرة لتحقيق التخريب المطلوب والأمر يسير:
فكل من يرى فيه الحامي مصلحة له يقربهم من المشاركة فيها.
وكل من يرى فيه الحامي مضرة له يبعدهم من المشاركة فيها.
ويسند المحمي الذي مكنه من الحكم ليفعل بالثانين ما يريد.
وفي الغالب تبين للجميع ما حصل في كل بلاد الربيع لأن الأمر حقق الفرز النسقي لمن يخشى من منه في مقاومة التبعية والطغيان في كل هذه المستويات العشر.
ولا احتاج للتعليق على الحكام فالنخب التابعة لهم افضل من يبين حقيقتهم لانهم بحكم كونهم مكلفين بإخفاء استراتيجية حاميهم يتظاهرون بالوطنية والحرص على الرعاية والحماية.
وأبرز من يقوم بهذا الدور في التغطية على سفاء الحكام جل الجامعيين من الجنسين لأنهم الأسفه منهم الخادمون لهم ليس بالسكوت فحسب بل إن بعضهم يحرر “البحوث” في الدفاع عن ثورتهم الهادئة (ابن علي وحتى الزغراطة) وبعضهم في “المحاضرات” حول أخلاقهم (ابن علي والزغراطة).
وتوابعهم من أذل خلق الله ممن صاروا من حلقاتهم وطباليهم فذكرهم ليس مفيدا لأن من كان مثلهم ليس جديرا حتى بالذكر أولا لأنه عبيد من الدرجة الأخيرة في سلم العبودية:
فالحكام عبيد الحامي
ولهم أعوان من عبيد الحكام
ومن ذكرت من عبيد الأعوان
وهم من العبيد عبيد الأعوان
والأصل في ذلك كله الحماة الذين هم عبيد المافية الغربية والتي تمثلها حاليا مافية الولايات المتحدة التي تحمي الجميع وتكلف إسرائيل وإيران للقيام بدور لعبة المعركة على تخويف بعض حكام العرب من إيران للاحتماء بإسرائيل وتخويف البعض الثاني من إسرائيل للاحتماء بإيران.