تدوينات تونسية

الانسجام مقاومة

سامي براهم 

يتوهّم بعض ضعاف العقول أنّ من علّقوا أملا على كلمة الأمين العام لحزب الله انفعاليّون لا يفقهون شيئا في التفكير الاستراتيجي والتّقدير الميداني لذلك يزايدون على مضمون كلمته ويسخرون منها ولم يستوعبوا ما تنطوي عليه من حكمة وعقلانية ضروريّة في المعارك الكبرى طويلة الأمد …

الأمين العام لحزب الله
الأمين العام لحزب الله

أهمّ رسالة ضمنية لكلمته: طوفان الأقصى قرار فلسطيني حمساويّ وطنيّ لم تستشر فيه حماس أحدا وليس لأحد سلطان عليه ولا يملك زمامه إلّا المقاومة الفلسطينيّة وحدها وعليها أن تعوّل على قواها الذّاتيّة وتواجه تبعات خيارها… أمّا محور المقاومة الحزبلاويّة فهي جبهة تضامن تترصّد مسار الأحداث التي ربّما تتطوّر فيتدحرج معها موقف حزب الله إلى سيناريوهات أخرى… كما فتح جبهة اليمن والعراق من باب الأخذ بالخاطر ورفع الحرج…

كان يمكن أن يكون هذا التّحليل صائبا لو كان حاضرا في معركة سوريا التي دخلها الحزب بكلّ قواته دون تردّد منذ أيّامها الأولى ويفترض أنّه واجه فيها نفس المحور “إسرائيل وحلفاؤها” ومع ذلك خاض المعارك وقادها دون اعتبار لما يمكن أن تفضي إليه من تبعات… ربّما كان في التقاء مصالح مع محور خصومه التقليديين وفي التقاء محاور ميداني مع حلفائه الرّوس والحشود الشعبيّة… نفس المعركة بنفس القوى والتحدّيات… لكن المصالح اختلفت.

الرّسالة اليوم كانت مضمونة الوصول لجيش الاحتلال الذي ترجمها سريعا على أرض الميدان.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock