نور الدين الغيلوفي
في لحظة يتّجه فيها اهتمام الشعب التونسي إلى حرب دولة الاحتلال على غزّة يهرب من سجن المرناقية خمسة مساجين.. ليسوا مساجين عاديين، بل هم عناصر إرهابيّة.. ليسوا إرهابيين عاديين، بل هم عناصر إرهابيّة خطيرة.. خطورتهم ليست عادية، بل إنّ من هؤلاء من هو مورَّط في أكبر جريمتين إرهابيتين هزّتا البلد هزّا وأدّتا إلى مثل هذا الانقلاب الذي يعاني من ويلاته الشعب التونسيّ.
الخبر صادم بكلّ المعاني.
نعلم أنّ معارضي الانقلاب تحت عدسات المراقبة على مدار الساعة، عند النوم واليقظة. ونعلم أنّ الإرهابيين تحت رقابة دائمة لا تسمح لهم بأن يحاولوا اجتياز أسوار السجن فكيف لهم بالهروب منه والتلاشي في الطبيعة؟
الدولة مسؤولة عن هروب هؤلاء الإرهابيين بكلّ المعاني،
هروبهم يعني إمكان عودتهم إلى ممارسة أعمالهم الإرهابيّة، والدولة التي وعدت الشعب بالأمن وادّعت أنّ الأمور كلها تحت مطلق سيطرتها لا تملك اليوم أن تحميَ الناس من إرهابيين عبثوا بها وفرّوا من سجنها المحصَّن وصاروا طلقاء لا رقيب عليهم ولا مطّلع على ما يمكن أن يصنعوا.
هروبهم قد يعني أنّ جهة ما تريد أن تعبث بملف السياسيَين اللّذين اغتالهما الإرهابيون: بلعيد البراهمي.
لا أحبّ أن أسير خلف المزاعم التي تقول إنّ العناصر الإرهابية الخطيرة لم تهرب بل هُرّبت لتؤدّيَ وظيفة موكولة إليها. ولكنّني أتساءل: ألم تطلق السلطات الفرنسيّة، من قبل، سراح إرهابيّ خطير دخل التراب التونسيّ لينجز عليه أعماله الإرهابيّة؟
كلّ عمل قد يعمله هؤلاء الإرهابيين تتحمّل مسؤوليته السلطات التي كانوا في قبضتها.
الذي لا يحسن الاحتفاظ بعناصر إرهابية خطيرة تهدّد السلم الأهلي لا يصلح لتأمين الناس في حياتهم ولا لضمان معاشهم.
تخيّلوا لو أنّ هؤلاء الإرهابيين فرّوا في زمن العشرية المنقلَبِ عليها.
ماذا كانوا سيقولون؟
أتسجنهم العشريّة ويغفل عنهم “تصحيح المسار”؟
احترموا عقولنا.