الفاشية جزء من الانقلاب
سمير ساسي
يعتقد البعض وهو محق أن الأخلاق تقتضي أن تعامل عدوك بمبادئك لكن هذا البعض لا يدرك انه من تمام الأخلاق أيضا أن تكون واضحا مع عدوك لأنك إن اكتفيت بما تمليه المبادئ في جزئها الخاص بالمعاملة ضربت قيما أعمق قيم الرجولة والانتصار للحق والحرية.
أقول هذا بمناسبة الحديث عن إعتقال رئيسة الحزب الفاشي ومن المهم التذكير بما يلي:
كل فعل السلطة الحالية مدان دون تفاصيل أو استثناء حتى وان أخرج يده بيضاء من غير سوء قلنا انه سحر أعين الناس واسترهبهم.
الفاشية جزء من الانقلاب وهي جزء من المسرحية الحالية لإدارة مرحلة ما قبيل الانتخابات واعتقالها صراع أجنحة أو معركة كسر عظم أو سمها ما شئت لا يهم ما يهمنا منها المطالبة بالكف عن ألاعيب التلهية هذه وللتذكير بأن إعتقال الفاشية لم يأت انتصارا القانون والعدل وتحقيقا الإنصاف الذي ينتظره الملايين منذ قيام الثورة وإنما هو مجرد إشفاء غليل وشهوة سلطة.
وعلينا بالمطالبة باحترام حقوق الإنسان ومنع التعذيب وتوفير للمحاكمة العادلة وهو مطلب من باب تبرئة الذمة لأنه منعدم لدى السلطة الحالية التي تمارس خلافه قصدا ولن تسمع لمطالبنا ولو سمعت ما استجابت.
ومن شروط المحاكمة العادلة توفر المحامي وللفاشية أنصارها في المحاماة وهناك تقنيو الدفاع الخبزيست (ولسنا هنا في وارد تغيير القناعات والتذكير بأن المحاماة دفاع عن الحق) وهؤلاء سيتكفلون بالدفاع عنها وان رفضوا فالمحكمة ستلجأ للتسخير إذا لا داعي لأن يرتمي محامي خصم سياسي للفاشية ويعلن تطوعه لنيابتها مثلما فعل الأستاذ بشر الشابي إن لم يكن مزايدا فالمزايدة هنا نكتة سمجة والجدية تمييع المعركة السياسية فعلاو ة على أن الفاشية سترفض نيابتك فلا وجود لرسالة قيمية تبعث بها بل العكس تماما لأنك تعلن بهذا الموقف انك لا تميز المجرم في حق الحرية والبلد من سواه وانك تحاول التغطية عن ضعفك بادعاء الشهامة والشهامة لا تكون الا إذا كنت في موقع قوة وهي لا تعدو العفو بعد تبين الحق والا ضاعت كل الحقوق وأنت لست هنا في موقع القدرة ولا العفو ولا السلطة.
ما يطلب من انصار الحق والحرية في مثل هذه الحالات التنديد بحالة القمع والتضييق على الحريات وبضرب القضاء المستقل والمطالبة بالمحاكمة العادلة والتذكير بطبيعة المعركة مع السلطة ومع الفاشية وإما ما سوى ذلك فبول في ماء زمزم غرم بلا ذكر.
