تدوينات تونسية

حتى الامتحانات اعتورها التقعر اللغوي الشعبوي

الأمين البوعزيزي

للتأمل؛
حتى الامتحانات اعتورها التقعر اللغوي الشعبوي🤔.
من صاغ امتحانات الناشئة (سادسة وتاسعة أساسي): مضامين وتعابير/ فيه تأبيد للسائد وتطبيع معه، زائد تقعر لغوي (ميزة أزمنة الانحطاط) ليس شخص سعيّد الحاكم بأمره، لكنه عبودية طوعية يقترفها #عبيد السلطة الذين يتزاحمون على الركوع وصناعة الفرعون فضلا عن الانخراط في التفريط القيمي.

منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي لم يعد التعليم مصعدا اجتماعيا ثوريا يكسر قدرية توارث الفقر والغنى.
وهاهو الانقلاب الشعبوي يواصل بوقاحة تأبيد سلعنة التعليم وإفقاده أدواره الثورية، فها قد أصبحت الامتحانات تهيئة نفسية للتطبيع/ مع البطالة.

تضمّن امتحان موجه للناشئة (مقتبل العمر/ مرحلة تلقي انطباعي) اضطرار خرّيج جامعي للعمل في ورشة ميكانيكي بعيدا عن تخصصه؛ فيه تأكيد كون الجامعة تفرخ تخصصات لا علاقة لها بما يطلبه السوق (وهنا أزمة الجامعة والعلوم الاجتماعية والإنسانية في زمن هيمنة السوق، وهنا نطرح سؤال هل ترتهن الجامعة للسوق أم تتمسك بإنتاج المعنى؟!🤔)
وفيه تأكيد على انخراط المدرسة في إعادة إنتاج السائد القيمي حول ثنائية #الخسيس والنفيس في عالم المهن Tous les métiers sont vils, seule l’étude est noble.

التعليم السلطوي يعيد إنتاج السائد ولا يثور عليه. وهنا ملاحظة نسوقها بلطف لمعلمينا وأساتذتنا الذين نكن لهم/ـهن كل التقدير والتوقير، كونهم في ظل التعليم السلطوي مجرد موظفين لإعادة إنتاج السائد الذي لا يهدد استقرار السلطة، فالسلطة التي تنفق على المؤسسات ومعاشات المدرسين لا يمكن أن تسمح بتعليم يهدد استقرارها ويسائل سياساتها. فكما تسيطر على المرفق الإعلامي والمرفق المسجدي تسيطر كذلك على المرفق التعليمي. وهنا نذكّر بمشروع الشرفي/”اليسار” الوظيفي في تسعينات القرن الماضي، حيث استغلت السلطة واقعة صراعها مع “الإسلاميين” لعزل المربين/الأساتذة نهائيا عن تلاميذهم (تجفيف منابع تسييس التلاميذ) وتجسد ذلك في الرقابة المطلقة على المادة التي يقدمها المدرسون لتلاميذهم (بسبب ذلك انكسرت العلاقة الروحية بين المربين وتلاميذهم).

وعليه؛
لا “علو شاهق” ولا “مشروع” ولا “تصحيح مسار”، بل مجرد #انقلاب بشع لكسر حلم انطلق متعثرا، وعوض تجذيره جرى الانقلاب عليه. يقابله رفع صامت للدعم، وتلاعب بالمعاني من طالب شغل إلى باحث عنه تأكيدا على تجريد الدولة من كل التزاماتها تجاه مجتمعها واستبقائها مجرد عصا قومجية فاشية (أدلوجة الدولة المهددة) لتخوين وترذيل كل من يصرخ هذا مش معقول!!!

#يسقط القوّادة👎🏽🖕🏽

✍🏽#الأمين

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock