تدوينات تونسية

امتحان تعجيزي

صالح التيزاوي 

امتحان مادّة العربيّة في مناظرة السيزيام أكثر من تعجيزي
امتحان بالغ الصّعوبة إلى حدّ التّعجيز، يفوق المستوى اللّغوي والذّهني لطفل في السّنة السّادسة ابتدائي، حتّي وإن كان متميّزا.

أسئلة كثيرة تداولها المربّون عن الهدف من هكذا امتحان. فإن كان التّعلّل بأنّ المناظرة لا تتعلق بالرّسوب والنْجاح، وإنّما بالتحاق المتميّزين بالإعداديات النّموذجيّة، حتى في هذه الحالة، فإنّ خطر مثل هذه الإمتحانات التّعجيزيّة، يطال المتميزين اكثر من غيرهم، قد “تتعاورهم” مشاعر سلبيّة كثيرة عن جدوى الإجتهاد والمثابرة. ألا تعرّضهم مثل هذه الإمتحانات لمشاعر الإحباط عند أول اختبار مع تجربة المناظرات والإمتحانات الوطنيّة؟

Peut être une image de texte

ثمّ أيّة قيم تربويّة وحضاريّة، قد تنشأ لدي هذا الطّفل وهو يحاول إقناع شقيقه المتخرّج من الجامعة بضرورة العمل في ورشة والده الميكانيكيّ؟

ماذا لو قرّر هذا الطّفل ترك الدّراسة بما أنّها غير مضمونة نجاحا وشغلا؟

قد تجتهد وتصطدم بامتحان صعب، يغيّر مجرى حياتك. وقد تنجح في الدّراسة ولا تجد شغلا. أليس من الأجدى اختزال المسافات وتفادي المأساة بترك الدّراسة مبكّرا وتعلّم حرفة منذ الصّغر لتفادي التّجربة المريرة التي عاشها خرّيج الجامعة وقد طالت بطالته، فإذا بالدولة تحاول إقناعه من وراء طفل صغير بأن يقبر أحلامه في تلك الورشة ويتأقلم مع واقعه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock