تدوينات تونسية

يذهب من شان ويبقى خالص الجنان

عبد القادر الونيسي

تابعت عن قرب بعض رحلات الشيخ راشد الغنوشي قبل الثورة ورأيت مدى التقدير الذي يلقاه في بلاد العرب والمسلمين دون فرز حزبي أو طائفي بل أزعم أنه الرجل وفق بأقدار في إصلاح ذات البين بين مختلف مشارب الانتماءات الفكرية والحزبية والطائفية بل وحتى الرسمية من صدام والقذافي إلى الملك عبدالله والحسن الثاني إلى الشاذلي وبوتفليقة..

الشيخ راشد الغنوشي
الشيخ راشد الغنوشي

مالم أتوقعه أن إعتقاله سيصبح حدثا في صفحات واشنطن بوست ونيويورك تايمز والغارديان ولوموند والفيغارو وكبريات صحف العالم فضلا عن نشرات الأخبار العالمية.
دون الحديث عن أهل السياسة من كل بلدان العالم الحر تقريباً والذين عبروا عن إستيائهم من عملية إعتقاله وخاصة ما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة وبلاغ الخارجية الجزائرية التي نفت إبلاغها بنية إعتقاله.

كذلك لم نر أثرا لإحتفالات شعبية لإعتقال الشيخ راشد كما كان يزعم أنصار خمسة وعشرين وهذا ما أصابهم بخيبة أمل كبيرة.
هذا أحد مفاخر تونس يتم إذلاله من سفهاء بلاده وليس هو الأول هكذا كان حال زعيم تونس الأول الشيخ عبدالعزيز الثعالبي وعالمها الفذ الشيخ الخذر حسين الذي أهين في بلاده ليصبح في بلاد الناس الإمام الأعظم لجامع الأزهر والذي لم يتبوأ هذا المقام أحد قبله ولا بعده من غير أهل مصر..
ذهب من شان وبقي الشيخان في ضمير الأوطان وهكذا الحال في كل زمان يذهب من شان ويبقى خالص الجنان.

“اللهم فرجا من عندك تحل به العقد وتفرج به الكرب”

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock