تدوينات تونسية

خطاب ما بعد الغيبة

سمير ساسي 

ملاحظة نعت الخطاب هنا ليس اكثر من تحقيب زمني وقليل من دلالة قد نعرض إليها.

بعد غيبة 12 يوما ظهر قيس سعيد مرتين:
الأولى في القصر والثانية من المنستير. في ذكرى بورقيبة والملاحظ أن بورقيبة هو قلب الخطابين.
المرة الأولى ظهر بخطاب يمكن أن نقول انه توضيح للمرحلة القادمة.
الخطاب أوضح قاعدة العلاقة التي يراها سعيد مع التونسيين بمختلف مستوياتهم وخاصة الفاعلين السياسيين وهي قاعدة لا تسألوني عما افعل فهذا ليس من شأنكم برغم اني رئيسكم. هذه القاعدة وردت في استغرابه من تساؤل الناس. وبيانات المعارضة عن وضعه الصحي.
في الخطاب إحالة الى بورقيبة الذي غاب ستة اشهر وكانت البلاد تسير ولا احد تساءل، والإحالة الى بورقيبة من دلالتها نظرة الاحتقار للشعب وللمعارضين ولعل سعيد لم يصبر على المجاز فصرح بان هؤلاء لا يستحقون إلا الاحتقار.
من دلالتها أيضا أن عليكم أن تتعودوا عل غيابي وعليكم أن تكفوا عن السؤال عن سبب ذلك مثلما كنتم مع بورقيبة ولكن إن شئتم تداولها ففي مجالسكم الخاصة فقط فان تجاوزتم للعلن حوكمتم.

تستمر الإحالة الى بورقيبة في الخطاب الثاني بعد الغيبة والحوار الذي أجراه بمناسبة ذكرى وفاة بورقيبة واضح أن الحوار معد سلفا فهو لا يتكلم للصحافة وإنما أراد أن يرسل رسائل وفي الواقع رسائله وصلت بمجرد زيارة ضريح بورقيبة لكنه لفرط احتقار معارضيه أو غروره بنفسه إلا أن يكشف المجاز الصوري الى حقيقة خطابية فقال أنا لست في منافسة احد يعني انتم لستم ندا لي ثانيا سأغادر حين يحين الوقت وهذا الوقت طبعا لا يحين عنده إلا بالموت لأنه سبق انه مشروع شهيد وثانيا لأنه اكد أن ما يهمه هو الوطن وانه لن يسلم وطنه لمن ليسوا وطنيين بما خلاصته هذا أنا الرئيس الذي عليكم أن ترضوا بحكمي مدى الحياة تماما مثل بورقيبة وليس لكم من خيار إلا أن تكونوا مثل بن علي أي أن تنقلبوا علي إن كان بإمكانكم أو أن تعيشوا تحت حكمي بالطريقة التي أراها وليس كما تبغون.

هذا هو وللجناب النظر
تمشوش تقولو ما يقصدناش
طبعا الأمر ليس محض فيض من سعيد لكن من يقف وراءه ذكي وهو ممثل يحسن تقمص الشخصية وقديما قالت العرب وافق شن طبقة.

اشنوة رايكم في الكلام الاستراتيجي مش الصمت الاستراتيجي متاع الطبة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock