إغاثة تونس بالغذاء !!!

عبد اللّطيف درباله

اهتزّ الشعب التونسي اليوم على خبر توجيه ليبيا الشقيقة لإعانات غذائية لتونس.. عبر 170 شاحنة حملت الأرزّ والزيت والسكّر..

والحقيقة أنّ الأمر ليس مفاجئا..!!
فتونس بدأت تحصل على إعانات غذائية منذ مدّة.. في عهد سعيد الذكر قيس سعيّد..
ذلك أنّ جهات دولية موّلت مباشرة شراءات القمح لتونس في الأشهر الأخيرة بعشرات ملايين الدولارات.. تحت عنوان مساعدة البلدان النامية على تجاوز آثار الحرب الروسيّة الأوكرانيّة وموجة غلاء الأسعار في العالم..
والجزائر منحت تونس مؤخّرا هبة بمبلغ 100 مليون دولار.. عدا عن قروض ناهزت 500 مليون دولار على دفعتين.. والأغلب أنّ جزء منها صرفته حكومة قيس سعيّد في تأمين شراء بعض المواد المعاشيّة الضروريّة..
ومن مدّة أمّنت الجزائر تزويد السوق التونسية بكميّات من السكّر بعد بلوغ الأزمة أوّجها وتوقّف أغلب مصانع الحلويات والشوكولاته والعصير والمشروبات الغازيّة عن الإنتاج..

هكذا بدأنا ننتقل من قروض تمويل الميزانية ونفقات الدولة والأجور.. إلى الإعانات والصدقات لتأمين الأكل والغذاء للشعب الكريم.. وهو بلا شكّ منتهى العلوّ الشاهق..!!

في الأشهر الأخيرة أمدّت ليبيا أيضا السوف التونسية بكميّات سخيّة من الوقود.. لتفادي أزمة فراغ خزّانات محطّات البنزين وتوقّف السيارات كما حصل قبل أشهر..

في المحصّلة.. فإنّ تونس أصبحت في العهد السعيد لقيس سعيّد دولة منكوبة فعلا.. تحتاج لمساعدة و”إغاثة” الدول الشقيقة والصديقة والأجنبيّة حتّى لتأمين الغذاء.. وقريبا الدواء..

في الأثناء فإنّ الزعيم صانع التغيير الجديد يعيش وهم العلوّ الشاهق ودخول التاريخ.. ويسعد بتوجيه الدروس للدول وزعماء العالم.. مبشّرا بتاريخ جديد ومقاربات جديدة.. معتقدا بأنّه سيعيد اختراع العجلة وتنظيم تونس والعالم وفق أفكاره الرائعة ونظريّاته العبقريّة.. موزّعا السعادة الخام على العالم وعلى التونسيّين.. كبديل عن لغة الحسابات والأرقام..

وقبل ذلك وبعده.. يواصل أنصار الزعيم ومريديه ودراويشه التمرّغ في وحل السعادة الخام تلقائيّا.. والتزمير والتطبيل.. بلا سبب ولا عقل ولا منطق..!!!