قيس سعيّد والصين والعرب وروح القذّافي..!!!

عبد اللّطيف درباله

قيس سعيّد وجد نفسه على أرض عربيّة.. وفي جمع من الدول العربيّة.. بمناسبة القمة الصينية العربية.. فتحمّس و”تخمّر” كعادته.. وانطلق لسانه.. وقال مستعملا تعبيرات غريبة محاولا اعتماد السجع كعادته.. بأنّ “بلداننا لم تتسبّب لا في ثقب الأوزون ولا في البقر المجنون ولا في الانحباس الحراري أو نفوق الطيور”..

قيس سعيّد يبدو أنّه فاته.. أو هو يجهل.. بأنّ الصين التي تعقد معها الدول العربية هذه القمّة.. هي أصلا بين أكبر المتسبّبين في الاحتباس الحراري وفي ثقب الأوزون في العالم.. باعتبارها بلدا صناعيّا كبيرا.. ولم تكن تأخذ الاحتياطات اللاّزمة لمنع الانبعاثات الغازيّة المضرّة..!!!
أمّا عن نفوق الطيور الذي تحدّث عنه قيس سعيّد.. فإنّ الصين نفسها كانت مهدا لنشأة وباء أنفلونزا الطيور الذي أدّى للقضاء على مئات ملايين الطيور والدواجن في الصين وبقيّة بلدان العالم..!!!

هكذا يكون قيس سعيد وهو يعتقد ربّما بأنّه يجامل الدول العربية والصين وينتقد الدول الغربية.. ربّما بقصد إرضاء بعض العرب والصين.. قد هاجم في الواقع.. وعلى عكس ما أراده وما اعتقده.. قد هاجم مضيّفه الأصلي.. أي الصين نفسها.. وذمّها.. وبحضور رئيسها..!!!

في الوقت الذي قد يكون فيه الرئيس الصيني مصدوما وممتعضا من هجوم الرئيس التونسي المجّاني على بلاده.. والذي قد يدلّ إمّا عن جهل بالحقائق والوقائع والمعطيات ومسؤوليّة الصين في ما ذكره.. أو هو ناتج عن قلّة ذوق وعدوانيّة مجانيّة للصين إن كان الرئيس سعيّد مدركا فعلا لدور ومسؤولية الصين في ما ذكره..
فلا شكّ أنّ قادة الدول العربية الذين طالما كانت لها طرائف مع ملاحظات وأفكار العقيد معمّر القذّافي في سائر القمم العربيّة الماضية.. وتدخّلاته الغريبة.. وخطبه الصادمة.. وعباراته العجيبة.. قد شعروا أخيرا بروحه تطوف بينهم اليوم من جديد..!!!