مقالات

رحلة عائلية الى كأس العالم في قطر 2022

إسماعيل بوسروال 

كانت تظهر لي مدينة الدوحة، من الجو، جميلة وحافلة كما تصورتها وهي تتزين لتكون عروس الدنيا في نهائيات كاس العالم 2022.
كانت اجراءات الخروج من مطار الدوحة سلسة ومريحة ولم تتطلب سوى دقائق قليلة وجدنا انفسنا امام اختيار الوصول بالمترو او بسيارات الاجرة للوصول الى وسط المدينة حيث (سوق واقْف).
انتقلت العائلة في مترو الانفاق (مجانا) في حين رافقني ابني زياد في سيارة أجرة حيث تمتعنا بمرأى مشاهد جميلة من ناطحات سحاب وعمارات شاهقة وحدائق غنّاء مثل (بيت التلة الرائعة) و (منطقة كتارا) ذات النشاطات الليلية المتنوعة.

كنّا غادرنا الامارات العربية المتحدة في الصباح الباكر عبر طائرة الخطوط القطرية.
اجراءات سلسة ومحكمة التنظيم في مطار (آل مكتوم الدولي) حيث عاملوني معاملة انسانية “تفضيلية” باعتباري شيخا يقود وفدا عائليا من الأبناء والبنات والأحفاد، لم تستغرق الاجراءات الا لحظات… فقط، تطلب الانتقال الى الطائرة -عبر الحافلة- بعض الوقت لان عددا كبيرا من الطائرات المدنية الراسية تابعة للخطوط القطرية ولطيران الامارات اذ تُقلع طائرة كل 15 دق.
كانت الجماهير المسافرة قادمة من مختلف أصقاع العالم وبعضها يهتف بأغاني تشجيعية لمنتخب بلاده… من الارجنتين والبرازيل وبولونيا وفرنسا والسعودية والمغرب واستراليا واسبانيا والاكوادور وكوريا الجنوبية واليابان… مشهد منعش زاده بهاء تواجد غفير للجماهير التونسية منتشية بآمال وطموحات لتحقيق نتائج باهرة حيث كان العلم التونسي على الصدور ويرفرف بين المجموعات وتعلو اغاني وصيحات تضفي على المطار مسحة بديعة.
وعند صعود عائلتنا الى الحافلة في مطار آل مكتوم، نهض شاب استرالي من مقعده وآثر ان يكرمني بالجلوس مكانه، رغم اننا نحمل الأعلام التونسية ويرتدي أبنائي وبناتي واحفادي اقمصة المنتخب التونسي، عندئذ دعوت حفيدتي (آية) ان تلتقط لي صورة معه تكريما لنبل أخلاقه…
انه تطور حضاري مرموق في سلوك الجماهير رأيته في مواقف عديدة، في اطار فرض الانضباط الاخلاقي ومساحات شاسعة من حرية السلوك الرياضي سواء في مطار آل مكتوم في دبي او في مطار حمد بالدوحة او في الاسواق القطرية او الملاعب الانيقة او الساحات العامة في قطر.
في الرحلة تجاذبنا أطراف الحديث مع عائلات استرالية وبولندية وفرنسية بفعل امكانيات التواصل باللغتين الفرنسية والانقليزية، وقد ابدى الفرنسيون عدم اطمئنانهم للمنتخب الفرنسي بسبب نتائجه الهزيلة في مباريات الامم الاوروبية آملين تحقيق “معجزة” من خلال خط الهجوم الذين هم لاعبين افذاذا امثال (امبابي وجيرو وغريزمان ورابيو وكومن…) وتحسّروا على غياب مهاجم ريال مدريد بنزيمة ولاعب وسط الميدان لفريق تشلسي كوناتي.

لما استقرّ بنا الحال في الدوحة، اخترنا سوق واقْف التي تعج بآلاف الجماهير مختلفة الالوان والاشكال.
كان جلوسنا في مقهى لافتا لأجهزة الاعلام نظرا لتواجد ثلاثة اجيال (الجد والابناء والاحفاد).
اتصلت بنا قناة “الكأس القطرية” التي تبينت خصوصيات وجودنا طلبت منا ان تذيع معنا نقلا مباشرا في حينه كان ممتعا ورقيقا، زادته احاطة الجماهير التونسية بنا ألقا وبهاء.

وبعد ذلك اهدتني قناة الكاس عقالا وشماخا عربون صداقة بيننا.
كما سجلتْ معنا مقابلات قناة تلفزيونية مصرية رياضية.
وقضّت معنا صحيفة (القبس) الكويتية اوقاتا ممتعة تولت خلالها تسجيل خواطر واحاديث مع جميع افراد أسرة (آل بوسروال).
وخلال مختلف التظاهرات والمقابلات الرياضية كانت الجماهير العربية موحدة تؤكد انها (أمة واحدة ذات رسالة خالدة) حيث لاحظت وجود العلم الفلسطيني، لقد كانت فلسطين حاضرة ومشاركة في كأس العالم وفي وجدان المشجعين العرب الذين نقلوا القضية المركزية للأمة إلى مدارج أكبر تظاهرة رياضية عالمية.

الرحلة إلى الملعب: بعد تناول قهوة صباحية في سوق واقف، كانت هناك حافلات مجانية مخصصة لنقل المشجعين من السوق للملعب، التنظيم كان محكما وعدد الحافلات كان كافيا لنقل الألاف دون أي تدافع، مع العلم ان أغلب المشجعين قد انتقلوا عبر المترو المتوفر أيضا بشكل مجاني لحملة تذاكر المباريات، توفرت الدوحة على بنية تحتية ممتازة بخصوص وسائط النقل وتوفير الظروف الملائمة لحركة الالاف من الجماهير في نفس الوقت.

جالت في خاطري في تلك الاثناء حالة التظاهرات والبنية التحتية في بلدي وتميزها بسوء التنظيم وانعدام التخطيط، وتعثر المشاريع وغياب الارادة لدى كل النخب السياسية والاعلامية لخدمة البلاد.

وفي محيط ملعب الجنوب صادفتنا اذاعة موزاييك التونسية وسجّلت حوارا وتكهنات واهازيج مع عائلة ابني اسامة وزوجته وداد وابنته ريحانة.
كانت الاهازيج التونسية طاغية على ملعب الجنوب حيث يتقابل المنتخب التونسي مع المنتخب الاسترالي كأننا في ملعب حمادي العقربي برادس… كنت اجلس بجانب ابني المهندس “زياد” وبالقرب منا زوجته “زينب” وابنتهما حفيدتي”آية” وهما ينقلان على المباشر أجواء المباراة على الميدان وعلى المدارج…
ويجاورنا ابني المهندس “محمد علاء الدين” وزوجته “سارة”…
وفي الجانب الآخر ابنتي مسؤولة العلاقات العامة في مؤسسة صحية ضخمة ابنتي “انصاف” رفقة حفيدي ابنها “أحمد رسلان”… وغير بعيد عنّا كان ابني الخبير الصيدلاني “اسامة” صحبة زوجته الاستاذة “وداد” وابنتهما حفيدتي “ريحانة”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock