تدوينات تونسية

لماذا يقول البعض أن الإسلام هو دين الحقيقة ؟

عبد القادر الونيسي 

الأسبوع الفائت تلقيت مكالمة من مديرة معهد ثانوي بإحدى ضواحي باريس سألتني عن إمكانية حضور مجموعة من التلاميذ الغير المسلمين لصلاة الجمعة ثم طرح بعض الأسئلة عن الإسلام.

رحبت بالفكرة و وافقت مباشرة على طلبها.
قدم الشباب في الموعد تم إستقبالهم أحسن إستقبال وتم توجيههم إلى إحدى قاعات المسجد لمتابعة الخطبة وهي بالعربية والفرنسية معا.
موضوع الخطبة هو إجتهاد في فهم الآية الكريمة من سورة الفرقان “وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”.
رأيت في هذه الآية جوابا شافيا كافيا لما يتعرض له المسلمون من إستفزاز عنصري في فرنسا.
ضربت أمثلة عديدة من الواقع وخلصت إلى أن الجواب القرآني “سلاما” يجب أن يكون سلوكا فعليا في أخلاقنا وفي تربية أبنائنا وفي التخلق بأخلاق نبينا وليس قولا نلقيه دون سلوك رفيع يصدقه العمل ليفعل فعله في قلوب الناس.

تبقى فرنسا مع كل ذلك بلاد قانون وقد ربح المسلمون تقريباً أغلب القضايا التي أقاموها على العنصريين وحال المسلمين فيها أفضل من حالهم في عموم بلاد العرب.

بعد الخطبة إلتقيت بالشباب فبدأت حديثي بمقدمة سريعة أن الإسلام جاء لنشر السلام الذي إشتق منه إسمه بين كافة البشر وأننا نختم صلواتنا بعبارة السلام عليكم لتحقيق هذا المعنى في نفوسنا ثم إشاعته بين الناس.
أكدت على معنى المساواة بين البشر في الإسلام “كلكم من آدم وآدم من تراب..”
تحدثنا عن معاني أخرى إجابة على أسئلة الحاضرين شرحا وتوضيحا وإزالة لبعض اللبس.
في آخر اللقاء فاجأني أحد الشباب بسؤال: لماذا يقول البعض أن الإسلام هو دين الحقيقة ؟
ليس من عادتي مهاجمة الأديان الأخرى فأنا أفتخر بديني وأدافع عنه ما إستطعت دون التعرض للآخرين حتى لا نغذي مشاعر الكراهية ونقدم خدمة مجانية لإعدائنا مهتديا بقوله تعالى “لكم دينكم ولي دين” وهو تأسيس للتعايش لم تعرفه البشرية سابقا.
أجبت الشاب: أنا مع حرية الضمير “لا إكراه في الدين” وقد جاور نبينا صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى في المدينة وضمن لهم حرية التدين وجوابا على سؤالك أقول لا شك أن الإسلام هو دين الحقيقة وهو الذي أجاب على كل أسئلة الحياة والموت ونظر إلى الإنسان كقبضة تراب ونفخة روح وعدل بينهما وهو رسالة السماء الأخيرة إلى الأرض.
في خاتمة الجلسة أكرمناهم بهدية لكل واحد منهم تمثلت في مسبحة جميلة سيضعها البعض على مكتبه وبعضهم حول معصمه وآخر حول رقبته وسيتذكر في كل مرة أن الإسلام ليس هو ما تردده بعض أصوات الكراهية في وسائل الإعلام.
ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock