25 جويلية 2021 كان إعلانا عن موت خيار التّوافق والتّطبيع مع المنظومة القديمة
عبد اللطيف علوي
25 جويلية 2021 كان إعلانا عن موت خيار التّوافق والتطبيع مع المنظومة القديمة وليس فقط عن فشله.
اتّضح بالكاشف بعد عشر سنوات أنّ فلسفة النّصف نصف، نصف ثوره نركّبوها على نصف انقلاب، نصف ديموقراطيّة نركّبوها على نصف استبداد! اتّضح تماما أنّ هذه التّركيبة لا تنفع! لأنّ الاستبداد والانقلاب لا يقبل أيّ نوع من القسمة أو الشّراكة! يمكن أن يهادنك لفترة معيّنة، مثلما حدث طيلة السّنوات العشر الفارطة، لكسب الوقت واستعادة عناصر القوّة أو للتّربّص بفرصة واحدة ليضربك في مقتل، وهذا ما حدث، ولكن لا يمكن لأيّ عاقل أن يتوهّم أيّ نوع من الشّراكة معه حتّى على أساس قسمة النّصف نصف.
أقول هذا الكلام كي أعرّج على خطاب جبهة الخلاص وفلسفتها السّياسيّة الّتي مازلت أراها تراهن على سفينة نوح، الّتي تحمل الجميع “إلاّ من أقصى نفسه!”، هذا كلام ماسط لاسط لن ينتج عنه إذا تحقّق (وديجا هذا أمر يكاد يكون شبه مستحيل) إلاّ إعادة إنتاج نفس أسباب فشل العشريّة اللّي سوّدوا لها وجهها سوّد اللّه وجوههم!
فرنسا يعجبها هذا الخطاب كثيرا لأنّه الوصفة المثاليّة لتركيز بيادقها كالعادة في نفس المواقع المدمّرة للانتقال الديموقراطيّ، ولكن لديها مشكلتان داخل الجبهة: ائتلاف الكرامة والشّقّ المتشدّد من النّهضة.
فلو استطاعت إخراج الائتلاف وتحجيم الوجود النّهضاويّ في الحمائم والحملان، فإنّها ستسمح بالتحامها مع أحزاب الخماسي الشّبه يساريّ واتّحاد الشّغل وتمرّ إلى خطوة متقدّمة في علاقتها بهذا المسار.
الحقيقة الوحيدة الّتي يجب دائما أن تبقى نصب أعيننا، أنّ أيّ قوّة سياسيّة أو مبادرة سياسيّة تأتي بمباركة فرنسيّة هي اللّعنة بشحمها ولحمها، ولا شيء غير ذلك.
التّاريخ وضعنا اليوم جميعا أمام فرصة للحسم بشكل حقيقيّ مع سرطان فرنسا في هذا البلد، ماذا يمكن أن نخسر أكثر ممّا خسرناه!
“فإمّا حياة كريمة وإمّا خذوها ولن تهنؤوا بها! لأنّنا سنقاومكم في البرّ والبحر والجوّ وتحت التّراب وفوق التّراب، مثلما قال القرموطي باشا!