تدوينات تونسية

صديقاتي اليساريات

ليلى حاج عمر 

بعض المنكرات لآرائي ومواقفي من صديقاتي اليساريات أودّ أن أوضّح لهنّ التالي:

♦ اليسار في نظري هو إيتيقا أولا، وهو موقف أنسني من العالم، فأن تكون يساريا هو أن تكون الإنسان، وأن تحب الإنسان، دون ذلك هو شعارات جوفاء لذوات متضخّمة لاتزال عالقة في لحظة السبعينات ومعاركها الكريهة، تلك المعارك القديمة التي يستمرّ توريثها للأجيال الجديدة، وما معارك الطلبة الخاوية في الجامعات إلا أفضل دليل على ذلك.

♦ أن تكون يساريّا في نظري يعني أن تكون بعقل نقديّ فلا تقع في قبضة منابر المافيات وشبكاتها التي تبتلع العقل، وأيضا أن تكون قادرا على تفكيك الأكاذيب والأساطير الحديثة التي تنتجها منظومة مركبة وقوى مال تأبى أن تتخلّى عن مصالحها من أجل عدالة أكثر على الأرض ثارت من أجلها الشّعوب فتمّ اتّهامها بأنّها ضحيّة مؤامرات خارجية على أنظمة “وطنيّة” حكمت شعوبها بالحديد والنار.

♦ أعتقد أنّ الكثير من المجموعات اليسارية أصبحت مجموعات “طائفيّة” تعيش انغلاقا حقيقيا على الذّات وهو ما يتنافى من العالم الرّحب الذي يفترض أن يؤمن به اليساري. إنّ العالم أرحب وهو لا يحتمل كلّ هذا الضّيق الفكري والإنساني والأخلاقي الذي يتجلّى في اتّهام الآخر لمجرّد أنّه عبّر عن تعاطف إنساني مع من يختلفون معهم (يكرهونهم أدق).

♦ تجميد اليسار نفسه (لم يجمّده أحد) في لحظة ماضويّة يحوّله إلى يسار رجعيّ. في انتظار يسار حقيقي لا أظنّه قريبا.

♦ جرّبتنّ الوظيفيّة؟ جرّبن الآن الاختلاف. إنّه رائع ومحرّر للذات.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock