عبد اللطيف علوي
مجلس نواب الشعب، مهما قيل فيه، هو تعبير عن اختيار الشّعب.
ومن يحتقر من يمثّلون الشّعب، هو بالتّأكيد يحتقر الشّعب.
هذا ملّخّر وعلّخّر!!
لو كنتم شعبا من الملائكة لانتخبتم برلمانا من الملائكة!
هذا برلمانكم، صورة عنكم، فلا تتعالوا عليه كثيرا، لم ينزل من السّماء، ولم يأت به الطّوفان.
فيه ما في المجتمع من نماذج، الاستئصاليّون انتخبوا الاستئصاليّين، والفاسدون انتخبوا الفاسدين، والشّرفاء انتخبوا الشرفاء، والجاهلون انتخبوا ما لا يعرفون.
حتّى الّذين لم ينتخبوا هم أيضا مسؤولون عن هذا البرلمان لأنّك عندما تترك السّفهاء يقرّرون نيابة عنك، سوف تجلس أمام الشّاشة تتفرّج على بعض النّوّاب وهم يسرقون رغيفك ويرقصون على جثّتك.!
لستَ بريئا تماما ممّا حدث، وممّا سوف يحدث.
الدّيموقراطيّة لا تعطي الدروس مجانا، ستدفع الثّمن بفوائضه، أيّها المواطن الّذي يتأفّف الآن ويحكّ دبره!
كلّ مواطن تونسيّ ينظر الآن إلى البرلمان، سيرى حتما ما يحبّ، ويرى ما يكره، ويرى نفسه في شخص مّا، أو حزب مّا هناك!
هذا هو ما تعطيه الدّيموقراطيّة في كلّ العالم، إلاّ في تونس: يذهب الفاسدون لانتخاب الفاسدين، ثمّ فجأة يصبح الجميع شرفاء ووطنيّين ويقدّمون الدّروس في العفاف والكمال، ولا يبقى من الفاسدين سوى النّوّاب!! (هذا طبعا بعد أن يتمّ وضعهم جميعا في كيس واحد!)…
الحكومة أيضا، ليست فريقا من المبشَّرين بالجنّة، وكذلك الإعلاميّون، ورجال المال والأعمال وكلّ من تسعى به قدم على هذه الأرض، فمن هذا الّذي باع لكم الوهم بأنّ البرلمانات في العالم يجب أن تتكوّن من الملائكة؟!
مجلس نوّاب الشعب في تونس هو السلطة الأصليّة، إلى أن يأتي دستور آخر يقرّر غير ذلك!
هذا بيان للنّاس!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.