نور الدين الغيلوفي
(التربية الجنسيّة): تونس
(التربية الوالدية والتحصين النفسي): دراسة تربوية من إنجاز الدكتور المغربي محمّد الدريج…
قارنوا بين التعبيرتين.. وصِلوهما بالهاجسين.. ولاحظوا الفرق…
التربية متى كانت أصيلة وافقتها العبارة الأصيلة “التربية الوالدية والتحصين النفسي”.. أما إذا كانت شائهة جاءت عبارتها نابية “التربية الجنسية”…
جميع الأهداف والمقاصد والمضامين والتمشيات و”التلفسيف” المصاحب لموضوع التربية الجنسية لا يقنع عاقلا…
شاهدت منذ مدّة فيديوهات نشرتها سيدة تونسية تغري بتدريس التربية الجنسية للناشئة بحديث هو إلى الطبّ أقرب.. تقنعك وهي تتحدّث عن الجنس، مشكلا لدى بعض البالغين، يلجأون إلى الأطبّاء لمعالجته.. أمّا أن يتحوّل “الجنس”.. نعم الجنس إلى مادّة يدرسها الناشئة فهذا هذيان وترف تربويّ لا معنى له حتىّ إن أضفنا إليه لفظة تربية…
مغالطات المدافعين عن البرنامج لا تقنع أحدا…
تلاميذنا يحتاجون التخفيف عنهم من المواد التي تتّصل بها عبارة “التربية…”
التربية ليست وصاية من المربِّي على المرَبَّى في كلّ شؤون حياته حتّى يربّيه على كلّ شيء…
وما يوافق المجتمعات الغربية ليس موافقا لمجتمعنا بالضرورة.. المحافظة ليست عيبا ننكره ولا إثما نعمل على الخلاص منه…
التلاميذ في دول العالم ليسوا أوعية متماثلة ليتلقّوا محتويات متماثلة…
تلاميذنا يحتاجون إلى أن يدرسوا ما ينفعهم في حياتهم على مختلِفِ الصّعد النفسية والعقليّة والبدنيّة والأخلاقيّة.. نعم الأخلاقيّة التي يصرّ الجهلة على “تعويجها” بإدخال “واو” عليها حتّى تصير “أخلاقويّة” للتنفير منها والصرف عنها…
المدرسة ليست معنية بالتحوّل إلى مصحّات جنسية يديرها متطبّبون لا علم لديهم ليعلّموا الصبيان كيف يأكلون ويشربون و”يفعلون الجنس”.. إذ التربية لا معنى لها إلّا متى كان لها أثر عمليّ ينعكس على سلوك الإنسان وحياته.. ونحن في مدرستنا لم نعد نربّي.. نحن نعلّم ولا نربّي.. لأنّ التربية موصولة بالأخلاق.. والأخلاق خلافية بيننا..
التربية الجنسية ستجعل المدرسة “مسخرة”.. وستكون عونا لخصوم المدرسة العموميّة تعجّل لهم بالخلاص منها…
من أدراكم أنّ الناس يطلبون تربية جنسية لأبنائهم؟
هل استشرتم أحدا؟
كيف وضعتم البرامج؟
من أوحى إليكم بها؟
ما هي رهاناتكم التربويّة؟
هل ستعدّ الأمّ مع ابنها درس التربية الجنسيّة ليلة الامتحان فيه؟
هل سيبدأون “التربية على الجنس” في شهر جانفي فعلا؟
آش بيهم مزروبين؟
هذه العَجَلَة تزيد أصحاب المشروع انكشافا.. وتزيد المعترضين عليه رِيبةً…
أما كان لهم أن ينتظروا حتّى افتتاح السنة الدراسيّة القادمة ؟
هذا عبث لا يقنع أحدا.. والحجج المعتَمدَة للتبرير لا تقنع أحدا…
أبناؤنا ماهمش ناقصين مواد دراسيّة.. وليس من الضرورة أن ندخل عليهم مادّة جديدة غريبة مريبة تفسد جداول أوقاتهم وتربك مختلِف الأطراف المتدخّلة في العمليّة التربويّة…