تدوينات تونسية

عن حلف ليبيا – تركيا وبحرنا بيد الطليان

كمال الشارني

شوية تفاصيل مهمة ضد الضجيج الإعلامي في تونس: جماعة السراج لم يتجاهلوا أحدا في خصوص الاتفاقية البحرية مع تركيا، وعلى حد علمي اتصلوا بالجزائريين والتونسيين لإبلاغهم بالمقترح التركي، الجزائر ليست معنية بما يحدث في شرق المتوسط ويهمها بشكل أساسي التطورات في غرب ليبيا وجنوبها حيث لا تحتاج لنصيحة أحد، تونس فيها عدة مستويات للتعاطي مع ما يحدث في ليبيا بين الداخلية والدفاع والخارجية.

لكن الاتفاق الليبي التركي لا يضر تونس ولا يهدد مصالحها، بل ربما ينفعها في النهاية لأن تركيا في الوضع الحالي لا تهدد أمن تونس بل تعتبرها بلدا حليفا، ثمة منافسة خسرتها تونس لصالح الأتراك في السوق الليبية لكن ذلك بسبب عجز التونسيين عن التزويد والعمل وليس لأن الأتراك أطردوا التونسيين من السوق الليبية، مع الإشارة إلى أن الشيء الوحيد الذي تستفيد منه تونس في ليبيا حاليا هي سياسة حصر أضرار الفوضى الليبية وهي أفضل وضعيات التوافق مع حكومة طرابلس والجاهزية من الجانبين لتأمين الحدود والتفاعل الإيجابي بين البلدين حول أهم المشاكل الطارئة، على عكس حكومة الشرق التي عجزت حتى عن تأمين الحركة البشرية والتجارية الأرضية مع مصر في معبر السلوم، دون اعتبار أن حكومة الشرق وجماعة حفتر يتوعدون تونس ويهددونها علنا لأسباب تاريخية وموضوعية لأنهم يتوهمون أن علينا أن نسقط حكومة طرابلس لأجلهم.

نأتي الآن إلى طبيعة الحضور التركي في شرق المتوسط: الخاسر الأول فيه هي إسرائيل واليونان وقبرص اليونانية وخصوصا إيطاليا وليس أية دولة عربية، بل العكس: ستربح ليبيا حوالي 40 ألف كم مربع من المياه الإقليمية بما فيها من ثروات وسيادة ولن تخسر سوريا ولا مصر ولا لبنان أي متر مربع، لذلك تحرك خصمان: الأول هو الاتحاد الأوروبي عبر طلب إيطاليا واليونان حليف الألمان ضد العدو التاريخي الأتراك، والثاني إسرائيل وممثلوها في العالم العربي وأولهم مصر وبعض الداعين في تونس إلى أن نخوض حربا بالوكالة عن إسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا ضد تركيا، أما لو كانوا رجالا، فعليهم أن يخوضوا معركة ترسيم الحدود البحرية ضد إيطاليا، صعيبة؟ باهي أوقفوا البحارة الإيطاليين عن نهب البحار الإقليمية التونسية؟ هاي ساهلة هذه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock