تدوينات تونسية

كيف خرج الغنوشي والنهضة من غزوة البرلمان

عبد القادر الونيسي

لا يوجد في تونس تقريبا من أدار جلسات في تاريخه مثل الغنوشي.
خبر إدارة المجالس لأكثر من خمسين سنة بتوترها حينا وبهدوئها حينا آخر. يعرف مفاصلها التاريخية ولحظاتها الحاسمة، في السجون في المنافي وفي بقاع شتى من الأرض.
أدارها مع الأصدقاء والخصوم بل حتى مع من يضمرون له شرا. مع التوانسة والعرب والأعاجم ومن شتى الملل والنحل.
يعرف متى يتكلم ومتى يصمت وكيف يقيم الحجة على الطرف المقابل ببرودة دم ورباطة جأش متناهية.

كذلك كتلة النهضة هي الأقدم وهي الأكثر إنضباطا وشاربة البرلمان بكل تفاصيله. إشتغلت على الموضوع من وراء حجاب وحشدت طيفا سياسيا واسعا ضد التهريج.
منذ أطلقت جميلة تلك الصيحة المدوية التي هيجت أرملة السابع فماجت وإعتصمت وصاحت وتنادت وفجرت لم يحرك الغنوشي والنهضة ساكنا وتم السعي بهدوء نحو تطويق الأمر وعدم السقوط في فخاخ الثورة المضادة..
رفض الغنوشي الإستنجاد بالأمن حتى لا يذكره التاريخ كأول رئيس إنتهك حرمة المجلس.
الكتلة لم تعتذر بل إلتفت حول السمراء وأصدرت بيان مساندة وتضامن.
ظهرت عبير اليوم في المجلس وهي تستجدي إعتذارا بعد أن أنهكها التعب وعيل صبرها وأجمعت غالب الطبقة السياسية على إدانتها.
جاءت الضربة القاضية لعبير من سامية عبو. يحسب للبوة شجاعتها وإصداعها بكلمة الحق فانصار الثورة رغم كل العنت تجدهم دائما في اللحظات الحاسمة.
كان لابد من حرتين جميلة وسامية ليتم حسم الجولة الأولى ضد عبير ومن يقف وراءها في الداخل والخارج.
كل الأطياف التي تدور في البرلمان يكثر فيها الخير أو يقل إلا القومجية أنصار البراميل لم يحرك أحدهم ساكناً بل ترى في وجوههم تطاير شرر الحقد والشماتة..
اللهم احفظ هذه البلاد بقدرتك يارب العباد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock