تدوينات تونسية

لقد كبُر المناضلون !

القاضي حمادي الرحماني

ما تفعله بنت الشعبة الدستورية وبنت “الخلية” في المحاماة منذ بداية المدة النيابية يمثل بكل مقاييس الثورة والديمقراطية والقانون والأخلاق والأصول والمصلحة العامة… تجاوزات كبيرة تستوجب وقوف جميع الأحزاب والقوى السياسية والمدنية في وجهها كي لا تشوه الحياة البرلمانية ولا تعفن الحياة السياسية ولا تعطل مصالح التونسيين في عهدة نيابية هي أملهم الأخير في تحسين أوضاعهم الصعبة…

لكن هانت كل الثوابت على المناضلين وأصبح للدساترة “الباربوات” حقوقا تزيد عن بقية المواطنين، وصار لنوابهم حقوقا أكبر من حقوق بقية النواب، وصارت كبائرهم صغائر لا تُرى ولا تُدان… ولم تعد الشجاعة والمواقف المبدئية والقوية حاضرة إلا فيما بين أبناء الصف الواحد وإزاء الأصدقاء القدامى ورفاق الدرب – الأعداء الجدد!!

لقد كبُر المناضلون -أو ظنوا أنهم كبروا- على محاربة “القوادة” و”التبوريب” ومواجهة رموز الفساد والاستبداد…، فتركوهم يعربدون ويحتلون الفضاء السياسي والإعلامي والبرلمان… واستبدلوا خصومهم وخصوم ثورتهم وديمقراطيتهم بخصوم من بني جنسهم وجلدتهم… وهاهم يتبرؤون منهم إذعانا لحكم الماكينات، وها هم يستسلمون لابتزاز “الدساترة” ويتبجحون بتسامحهم ومسيحيتهم الجديدة ويعتصمون بالحياد الكاذب وبـ “الحزة الباجية” وينتظرون مآل الخصومة ليظفروا بكسب سياسي لن يكون… لأنهم لم يكبروا إلا بمقاومتهم للاستبداد والفساد والبلطجة، وبانتصارهم للمبادئ والقيم… وللثورة، ولن يكون لهم شأن إذا خذلوها أو تخلوا عنها جميعا…

بل الهوان مصيرهم جميعا!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock