تدوينات تونسية

فكر استراتيجي … !

علي المسعودي

أعتبر نفسي دائما من طائفة المنبوذين بسبب إدماني الشديد على “الكيف” الحلال.. الزوجة أفردتني في البيت إفراد البعير الذي تعرفونه.. في المكتب الوافدون يتذمرون، والمشفقون يبذلون النصائح الممجوجة دون أن أكفّ عن التدخين !..

الحقيقة أن هذا “الإثم” في نظر البعض هو تضحية من نصف الشعب من أجل أن يعيش بقية الشعب !.. تصوروا لو انقرض معشر المدخنين، فمن أين لنا بأموال لخزينة الدولة ؟؟!.. وكيف سيعيش المهرّبون بدون سجائر التهريب ؟ وهل نأمن غضب فرنسا وأمريكا إن خلت أسواقنا من حرفاء المارلبورو والملكي ؟ ألا تقدم هذه الطائفة المنبوذة خدمة كبرى لاستقرار العلاقات الدبلوماسية على مدار السنين ؟..
بالطبع هذا فكر استراتيجي كنت دائما أتركه لزمن آخر بسبب قلة وعي النخبة.. إلى أن جاء قيس سعيد !.
من أجل ذلك أعتقد أن تسمية سامي بن جنات -حتى وإن كان غير مدخّن- هي خطوة في الاتجاه الصحيح.. هي اعتراف بالأهمية الاستراتيجية للتبغ والوقيد، وبطائفة المنبوذين من أصحاب الكيف الحلال في بناء تصورات المستقبل..
هي حركة رمزية في اتجاهنا، سنردّ بأفضل منها.
وأنا أطالب بالمناسة، وفقا للدستور، بتحقيق المساواة الأفقية والعمودية بين المدخنين وغير المدخنين في كل المناصب السامية للدولة، وأن تفكّ العزلة عن كفاءات قطاع التبغ والوقيد ليشاركوا في مفاوضات التشكيل الحكومي بكل فاعلية ودون إقصاء !.. فالوطن يحتاج كل أبنائه اليوم..
إنه انبعاث جديد لمركز الدراسات الاستراتيجية.. وسترون جيلا جديدا من الدراسات الملهمة، دراسات لن تحتاج بعد اليوم إلى حرقها بالوقيد.. فقد تختفي كليا بسبب عمليات تهريبها -مع مارس الخفيفة- عبر الحدود !.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock