تدوينات تونسية

مفاعيل كيمياء الديمقراطية

الأمين البوعزيزي

الانشقاقات السياسية التي تلفت الانتباه والاحترام هي التي يطرح أصحابها وجهة نظر فكرية سياسية أو تنظيمية سرعان ما تتحول إلى مدارس جديدة في دنيا السياسة وتطور الأفكار وأشكال التنظّم.

خروج حمادي الجبالي (الألقاب والمقامات محفوظة للجميع) كان بائسا باهتا يدعو للشفقة. واستقالة زياد لعذاري المصحوبة بستريبتيز متلفز هي البؤس عينه.
ما يطرحه عبد الحميد الجلاصي -الذي لم يستقل من حزبه مفضلا إدارة الصراع داخل الوحدة- عميق متمدن لا توتر فيه. يقول الرجل في آخر ظهور تلفزي له:
حزب غير ديموقراطي داخليا خطر على بلد يبني ديموقراطيته (يقصد بعض أوجه الاختلاف/الخلاف في حزبه).
أغلب مقالاته فيها تنصيص على خيار الدولة الاجتماعية الغائب في برامج حزبه المكتفي بخيار إدارة الأمر الواقع. لكن الغائب في كتاباته أيضا علاقة قناعاته اليوم بالوثيقة المؤسسة لحركة النهضة.
هل ما يكتبه وما تمارسه حركته تجاوزٌ معرفيٌ لها أم تمكين لها؟
هذا ما يشغلني وأروم إجراء حوار معمق مع سي عبد الحميد للحديث فيما لم يتحدث فيه وما لم يسأله عنه إعلامجيو الإثارة.

ملاحظات:
بعض أصدقائي يسخرون من أمثالي المقتنعين بحتمية تطور التنظيمات الشمولية ذات المرجعية الدينية؛ نافين ذلك عنها مطلقا ولا حل لديهم غير الإبادة السياسية. وهو لعمري قناعة دوغمائية سطحية. أما عني فمقتنع ككثيرين بمفاعيل كيمياء الديموقراطية في ثقب جدران كل الشموليات أيا كانت مرجعياتها لاهوتية أم ناسوتية.

#الأمين_البوعزيزي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock