تدوينات تونسية

كلها مظاهر عنف..

الأمين البوعزيزي

يرن هاتفك؛ تفتح الخط. يستقبلك صوت نسائي دافئ؛ يلقي السلام مقدما نفسه: إعلامية من إذاعة تونس الثقافية؛ أقترح عليك المساهمة معنا حول دور الثقافة والمثقف في مناهضة العنف ضد المرأة.
ترد التحية بأحسن منها وتقول:
أولى مهمات المثقف عدم الاستسلام للمفاهيم بل مساءلتها؛ فالمثقف يفكر إزعاجا للخطاب؛ خطاب السلطة أو سلطة الخطاب /الأيديولوجيا؛ أيا كانت مرجعياتها.

في هكذا معركة نقول: أرى أن عبارة #العنفضدالنساء بديلا عن عبارة “العنف ضد المرأة” أكثر بلاغة في التعبير عن المراد. فالتعدد كفيل بكشف العنف بشكل أوضح تخفيه عبارة المرأة. فالعنف الموجه ضد المرأة العاملة في المزارع يكاد يكون غائبا عن “النضالات” النسوية الغارقة في أجندات ثقافوية تتمول من حنفيات الأنجزة ONG الغربية.
وكذا معاناة المرأة سوداء البشرة التي تعاني عنفا مزدوجا كونها أنثى كباقي النساء وكونها سوداء؛ وهو عنف مسكوت عنه.
وكذا العنف الموجه ضد المُعِينات المنزليات تحت مسمى “بونيشات” في منازل مقاولات النضال النسوي.
وكذا العنف في الأعمال الفنية وخصوصا المسلسلات التي تسخر من لهجاتهن ويقدمونها مادة للتفكه (تحيزات جهوية حد العنصرية) لا مادة تعدد لهجي يكشف تنوعا ثقافيا بديعا يضيق به الوطنجيون المزيفون الشوفينيون.
وكذا العنف الذكوري الحداثوي المزيف ضد بعض الفنانات “الشعبيات” ساعة يعبرن عن موقف لا يروق للعلمنجيين المتوترين؛ ولعلكم تذكرون حجم الهرسلة التي تعرضت لها “زينة القصرينية” ساعة صرحت على هواء إحدى الفضائيات كونها “تنتظر يوما تتوب فيه عن الغناء”. فعلق أحد مقاولي مناهضة العنف الاسلاموي ضد المرأة ساخرا: ماهي كانت تشرب معانا وتشطح لنا في دار الكاتب”!!!
كذا الصمت المريب عن العنف البوليسي الذي تعرضت له مؤخرا إمرأة منقبة دفعها إلى الانتحار احتجاجا؛ حيث اختلط دمها بحليب طفلها الرضيع. ولم تهتز ضمائر مقاولات النسوية😴
إن المثقف الحقيقي ليس مقاولا يكتب تحت الطلب بل مثقفا مشتبكا سلاحه #النقدالمزدوج لكل مشاريع الهيمنة على النساء أكانت #ماضويةهوويةذكورية أم #سلطويةطبقية كانت أم #كولونياليةهوويةمتحيزة….
#كلهامظاهرعنف رمزي لغوي وجندري وطبقي ولوني وثقافي وابستيمولوجي؛ يتوجب تفكيكها وفضحها.

ملاحظة فرعية:
بقدر ما أسعد كل مرة بمساهماتي في برامج هذه الإذاعة النوعية وسط مستنقع منابر الدعاية والتضليل؛ بقدر تساؤلي عن سر تشريكي في برامج هذه الإذاعة🤔
شكرا للعزيز #عمربرّيمة🌹؛ إنها بصمتك ساعة كنت مديرا لهذه الإذاعة.
شكرا لإعلامياتها المتميزات🌹 اللائي يحسبن حسابا لمن فضل التغريد خارج المعتاد المريح.
شكرا #إذاعةتونس_الثقافية على إصرارك على الشدو في زمن نعيق الغربان👍🏻.

#الأمين_البوعزيزي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock