تدوينات تونسية

من أوراق مدرس في الزمن التونسي السعيد !

الطيب الجوادي

الساعة العاشرة صباحا، أحثّ الخطى نحو قاعة الاساتذة عساي أظفر بكوب من القهوة الساخنة تمنحني بعض الدفء لأستكمل حصتي الصباحية التي تنتهي الساعة الواحدة.

أمام قاعة الأساتذة يقف عدد كبير من الأولياء في انتظار المدرّسين، طمأنت نفسي بأنه لن يطلب أحد منهم مقابلتي باعتبار أنني حددت يوما بعينه لمقابلة الأولياء وأعلمت جميع تلاميذي به وكذا الإدارة،، وما أسرع ما خاب ظنّي، فبمجرّد ان ألقيت بجسدي على أوّل كرسيّ، وقبل أن أطلب القهوة، ناداني أحد المدرسين ليعلمني أن وليّة في انتظاري، فطلبت منه بلطف أن يعلمها بأنني لا أقابل الأولياء اليوم، بمجرد أن فتح باب القاعة، أطلّت ولية لتناديني بالإسم..
– بالله سي الجوادي، حاجتي بيك.
التحقت بها لأعلمها بأنني خصصت يوما بعينه لمقابلة الأولياء، فردّت
– هاني حصلت جيت سي الجوادي، حبيت نسألك على هاك المِدْعي، فلان ولدي، قالي سيدي قال جيب الوليّ متاعك.
وقبل أن أنبس ببنت شفة، وصل ابنها فلان، وبادرني:
– سيدي موش كان أنا ما خدمتش، نعرف زوز ما خدموش، وانت ما عاقبتني كان أنا.
– وانت واشبيك ما خدمتش دروسك، سألته أمّه متظاهرة بالغضب.
– عندنا امتحانات، وزادة موش كان انا ماخدمش، أجابها متحدّيا.
– مادام يعيّشك، راقب ولدك راهو ما يخدمش، خاطبتها وأنا أهمّ بالعودة إلى قاعة الأساتذة حين شعرت بيدين تطوقانني.
– أهلا زميل، تفكرتني، قرّيت معاك في الوفاء، يا حسرة على هاك الأيامات، والله فرحت كي جات بنتي عندك، ما نوصّيكش عاد، اعتبرها بنتك،،،
– مرحبا بيك، وي نتذكّرك بالطبع،،، وراح يستعرض عشرات الذكريات، في حين كنت أنا أفكّر في قهوتي التي لا شكّ بردت 😫

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock