تدوينات تونسية

منظومة حكم فعّالة 2019… هل تتحقق ؟

إسماعيل بوسروال

استبشر “الحالمون” في تونس بنتائج الانتخابات التشريعية لانها اسقطت (غولا) من ورق وهو نداء تونس واستبعدت (أرواحا شريرة) وهي الجبهة الشعبية وفي المقابل رفعت الى مستويات محترمة طيفا قادرا على استئناف المسار الثوري وتحقيق النمو الاقتصادي المؤمل ويتكون هذا الطيف من :

  1. حركة النهضة
  2. التيار الديمقراطي
  3. ائتلاف الكرامة
  4. حركة الشعب
  5. تحيا تونس.

وإذ أدرج “تحيا تونس” في هذا الفريق فلأنه بالإمكان سحبه الى مربع (الثورة والإصلاح) وابعاده عن المنظومة القديمة التي يجسدها “في أبشع مظاهرها” الحزب الفاشي لعبير موسي الحزب الدستوري الحر… واستثني حزب قلب تونس من اللوثة الاستبدادية فهو قابل هو أيضا للتعديل والتعايش مع استحقاقات الثورة نظرا لكونه خليطا غير متجانس من أطراف عديدة أغلبها يبحث عن الحصانة والحماية وربما جني المغانم.

وفي تصوري فإن منظومة الحكم الفعالة لا يمكن ان تنشأ إلا من خلال “حركة النهضة” نواة صلبة ورئيسية لأنها تتوفر لها الموارد البشرية والكفاءات والإطارات كما انها استعادت بريقها الثوري-الإصلاحي القائم على محاربة الفساد واعتماد النزاهة والشفافية والقيام بإصلاحات كبرى في التعليم والصحة والنقل والقطاع العمومي اجمالا وتنشيط الاستثمار بما يحقق نسبة نمو مرتفعة تحسّن التشغيل وتقضي على البطالة تدريجيا.

لذا فان مطالبة كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب بألا يكون رئيس الحكومة من النهضة هو سذاجة سياسية تكشف سطحية التفكير السياسي لدى الحزبين لان إبعاد النهضة عن رئاسة الحكومة هو هدية للمنظومة القديمة بإنتاج منظومة حكم متماهية معها.
منظومة الحكم الفعالة 2019 في تونس لن تحدث الا من خلال دور ريادي للنهضة مع شركاء يؤمنون ببرنامج تعاقدي.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock