تدوينات تونسية

إلى السيد الرئيس في المنيهلة

منذر بوهدي

الْيَوْم وقد قضيت ليلتين بالتمام والكمال تمارس صلاحياتك كلها دون أي زيادة أو نقصان في منصبك الجديد يا سيادة الرئيس

لن نمنحك لا مئة يوم ولا شهر ولا حتى عشرة ايّام ولفرط ما قصفتك به منصات الرداءة والبذاءة وبشاعة الذوق وقلة الحياء فقد خلناك قضيت عقدين او يزيد وشعرنا انك تحيلت علينا ولم تنجز شيئا مما وعدتنا به منذ يوم أو يزيد..

فقد وعدتنا انك لن تسكن القصور وترابط في بيتك وها انت تفي بوعدك وتسكن المنيهلة ولكن الوجع استشرى في قلوبهم المريضة وانهالوا عليك غضبا من أحيائهم وقصورهم البعيدة لتخرج من منطقتك وتغادر اهلك في المنيهلة الذين لم ينطقوا بشيء مما نشروا من افتراءات تعطيل لحركة الطرقات وما جاورها وصعوبة تأمينك والحال أنك مؤمّن في كل شبر من تراب هذه البلاد الحرة بمحبة الشعب ورضاه.

قلت لنا الشعب يريد قالوا لك بل نحن من يريد تلبيسك وزر السيارة التي أهداها أمير خليجي، زمن المرحوم الباجي، إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية ليراك شعبك العظيم مبذرا ومبددا للمال العام قبل أن تدخل القصر حتى ولنسقط جدار عفتك ونزاهتك الحجارة تلو الأخرى منذ الوهلة الأولى وقبل ان يستفحل عطائك الوفير لهذا الوطن العزيز ولنا في النذالة والابتذال تاريخ حافل.

قلت لنا الأمانة أمانات وأنك لن تسلم في مليم واحد من أموال هذا الشعب قالوا لك بعد يومين وقبل أن تنتهي من شرب قهوتك المفضلة مرة أخرى في المنيهلة سنستميت في الغدر والمكر والخداع والتمييع والتسطيح حتى نسقط مناعة صدقة وأمانتك ونجعلك ومن معك من الفاسدين فقد أسقطنا قبلك الدكتور المرزوقي وجعلنا الشعب يقصيه بالصندوق وهو الْيَوْم يكاد يكون من المنسيين..

قلت لنا أنك لا تنتمي لأي جهة وأنك ستحرر فلسطين وتحارب الصهاينة وتعيد مجد مغربنا العربي والأندلس وفاس وبلاد الرافدين سنريهم انك من المطبعين المتخفين مثلهم جميعا وأنك عاجز لا تقوى على شيء انت وكل الشباب الذي تدعي أنه يريد ولن نرضى ابدا ان تكون من العروبيين ولا من الإسلاميين بعد ان نزعنا عنك ثوب ستالين ولينين وماركس اجمعين ولك بعد يومين ان تجد لنا من أنت وما موقفك من البورڤيبيين والتجمعيين وقضايا البيئة في الصين والقمر الاصطناعي الذي تعطل منذ جلست في القصر منذ يومين…

سنكون لك ولكل مبادئك ولشعبك المتطوع الأمين بالمرصاد ولن ترى منا إلا الجحود والعصيان والترذيل ولن تنعم انت ولا الرضيع المبتسم ولا المرأة التي تجر عربتها في الريف إلا الحقد والتحيل والتزييف يا سيادة الرئيس.

لا تقول لنا انك زاهد في القصور والجاه والسلطان والمال فلم يفلح قبلك المفكر والحقوقي الذي لازال في البال لان لنا من أمثال طوبال الآلاف محصنين في المدن والمؤسسات وفِي البرلمان ووراء البحار والجبال وهناك ايضا في الأدغال فلست وحدك تحمل سلاح التخفي والضبابية والارتجال وقوة الشباب وارادة النيل من الأعداء، سنقاوم الحملات كلها وسنجعل العطاء وبال والأمانة ابتذال والصدق غباء واستغفال فقد وضعنا لك جنودنا الخونة وضاعفنا العملاء في القصر وفِي القصبة وفِي كل الارجاء وإذا أخفقنا في كل هذا العطاء سنعود الى زر النجدة الأخير تفجيرات واغتيالات ولن يرهبنا وعيدك بالرد بوابل الرصاص لاننا سنكون قد قررنا النفير والجهاد ضدك وشعبك الذي يريد.

الى العمل يا سيادة الرئيس فقد نكون في حاجة ماسة الى كل ثانية في خدمة هذا الوطن العزيز وأرسل لهم أسود تونس الأشاوس تروض هذه الكائنات المرتبكة والمتهورة احيانا ولا تقطع ابدا قهوتك في المنيهلة فهي التي تزودك بالطاقة والوقيد وتبعث العزة والنخوة في شعبك العظيم.

الشعب يريد
حالة وعي
الرئيس في المنيهلة

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock