تدوينات تونسية

ثماني نقاط حسمت الأمر لصالح قيس سعيّد

صالح التيزاوي

1. كان حاسما وقاطعا في اعتبار التّطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة عظمى، وكان بإمكانه أن ينهي المناظرة بالضّربة الفنّيّة، لو أشار إلى منافسه، ولكنّه ترفّع، وبدا معنيّا بتصحيح المفاهيم الخاطئة، مبديا اعتراضه على كلمة تطبيع لأنّها لا تعبّر عن حجم الخيانة. فيما أجاب منافسه، بعد وقت مستقطع وغصّة في الحلق وحشرجة في الصّدر متأقلما مع السّقف المرتفع الذي فرضه سعيد بأنّه ضدّ التّطبيع.
2. رفضه القاطع بحكم ثقافته الدّستوريّة للمحاكم الخاصّة والإستثنائيّة التي اقترحها منافسه للتّعامل مع مسألة حشرت حشرا في المناظرة، مسألة الجهاز السّرّي، فبدا كمن يشكّك
في نزاهة القضاء واستقلاليّته، أو هو يدعو إلى قضاء مواز.
3. في المسألة الإقتصاديّة، طرح سعيّد فكرة تغيير المنوال التّنموي الذي ثار عليه الشّعب، وذلك بأن تكون البرامج والمشاريع نابعة من الجهات، فيما قاربها منافسه بمنطق المساعدات المشبوهة التي عبّر عنها بكلمات لا محلّ لها في معاجم الإقتصاد “نلم” “نلمّو” وهي عبارات ترضي المحتاجين، وتظهره بمظهر “الحنيّن”، ولكنّها عند العارفين لا تقضي على الفقر والتّفاوت الجهوري وهما أمران يستفيد منهما تجّار الفقر من أمثاله ومن أمثال يسار الإستئصال.
4. العبور بتونس من دولة القانون إلى مجتمع القانون، صاحب الولاية على النّائب وعلى المسؤول، ليسحب منه الوكالة في حال الفساد أو التّقصير في محاربة الفاسدين أو التّستّر عليهم.
5. في السّياسية الخارجيّة، وعلى وجه التّحديد في المسألة اللّيبيّة، كانت مقاربة أستاذ القانون الدّستوري، تستند إلى الشّرعيّة الدّوليّة، لرعاية حوار (ليبي_ليبي). فيما قاربها منافسه بجرّ تونس إلى محور الشّر العربي، عندما أقحم مصر ونحن نعرف أنّها منحازة لخليفة حفتر.
6. “مسألة الأمن القومي، طرحها سعيّد في مقاربة شاملة تتّسع للتّربية والتّعليم (مجلس أعلى للتّربية) والخدمات الصّحّيّة والنقل والأمن الغذائي، واعتبرها من حقوق الإنسان ومن مبادئ المواطنة، على الدّولة أن لا تتركها للمافيات وللجراد الذي جبل على الفساد، فيما قاربها منافسه بحديث هلامي عن الفقر والفقراء الذين لا يجدون “صحيّن مقرونة” وهو خبير في المتاجرة بهذه المسائل.
7. أعاد قيس سعيّد القيم الأخلاقيّة للخطاب السّياسي، حيث أولى أهمّيّة للمسؤوليّة واعتبرها أمانة، ونأى بنفسه عن الوعود الكاذبة، فيما بدا منافسه عاريا من كلّ ذلك وحافيا..
8. وقّع قيس سعيّد على نهاية المناظرة ونهاية منافسه بثلاث أفكار (دخلت التّاريخ) مستوحاة من الثّورة:

  • العصفور تحرّر من القفص ولن يعود إليه..
  • شباب تونس ليس دمى متحرّكة..
  • الشّعب لن يرضى بما يلقى إليه من فتات..

وهي مسائل أحرجت منافسه وأفقدته التّركيز وعادت إليه “تلخليخة” الوجه لأنّه، يعتبرها خطرا داهما عليه وعلى أمثاله.. وعلى “سيستام” بدأ يترنّح وتتالت عليه “اللّطخات”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock