تدوينات تونسية

العودة إلى التأسيس

نور الدين العلوي

لا أعلِّمكم فلست أعلَمكم ولكني اقاسمكم همومي واحلامي مواطنا في الزحام.
الوضع الآن كما أراه هو عودة الى التأسيس بعد مرحلة انتقال ديمقراطي مضطربة… تحققت فيها مكاسب (إنقاذ المسار الانتخابي هو أهم مكسب).
ولكنها كانت أقل من طموح الثورة… ومن حاجة الناس والبلد… ما انقطع تحت تأثير الاغتيالات السياسية وفرض حوار وطني مغشوش انتهى بنا الى الباجي والنداء (الغبار) ازفت نهايته والبارحة يمكن القول انه دفن نهائيا… ولن يعود الا كأمغاص معوية… لمن أكل برغلا نيئا.
العودة الى التأسيس… تعني:

  • إدارة جديدة… انظروا كما أن هذا الشانطي مرعب ومخيف وضروري… تشترك فيها الرئاسة والحكومة والإعلام.. والشباب… شباب التأسيس… يجب أن نتحدث دوما عن الشباب المؤسس…
  • إعلام جديد حر وديمقراطي وغير اقصائي يسبق الحقيقة على البوز والكذب والترهدين..
  • علاقة راقية داخل القانون بين مكونات السلطة الثلاثة… (مسؤولية الرئيس والبرلمان والحكومة) اي مسؤولية الأحزاب المنتخبة (حاكمة او معارضة).

صراع مع الزمن… كل تأخيرة هنا ليس فيها خيرة… الناس تنتظر انجازات على الارض… طرق، مشافي، مدارس، مؤسسات منتجة… دينار حي في سوق العملة.
التوقف عن الشحن الإيديولوجي السخيف الذي دمر الثورة…
تبينت مكونات المشهد الثابتة وعليها العمل مع تبادل الاعتراف بينها… فلن يخرج أحد من تونس والشعب وزن الجميع… فليعرف كل وزنه وواجبه…
لإعادة التأسيس الفعلي والعملي انتظر بصفتي مواطنا برنامجا حكوميا ثوريا.. يطرحه الحزب الفائز للنقاش ويجادله دون ابتزاز ولا تذلل بقية مكونات المشهد المنتخب… لندخل عام 2020 مؤسسين لا مرقعين…
وفي هذا فليتنافس المتنافسون…
لا بد للثورة أن تملك وسيلتها الإعلامية الخاصة… لقد خاضت الثورة حملتها الانتخابية بلا تلفزة… وكان الانتصار مكلفا… نفسيا وروحيا وذهنيا… نعم انهزمت المنظومة بتلفزاتها كلها (بما فيها التلفزة العمومية والتي هي في حقيقتها تنظيم سري تابع جهة سياسية)…
هذه دعوة للناس التي تملك مالا نظيفا ولا تخاف وتجد حريتها في الكسب مع الثورة لا ضدها ان تقدم للثورة جهازا إعلاميا فعالا…
السنوات القادمة ستكون صعبة على غرار سنوات 12 و13 حين استفردت منظومة بن علي الاعلامية بالثورة ودمرت كل أمل للناس فيها… بدعوى محاربة الظلامية وهي في الحقيقة تخرب الثورة…
منذ البارحة عاد خطاب التباكي والتظلم الكاذب وسيتواصل وسيخرج لنا كل بعابص السيستام الذين سموا المرزوقي طرطور وعبثوا بشخصه ومكانته.
لن يعفوا قيس سعيد مما سلطوا على المرزوقي ولكن لأن حرية الإعلام مقدسة فإن الرد لا يجب أن يكون بتكميم الأفواه البخراء ولكن بفتح قناوت الرد…
انا واثق ان الثورة تملك الان قدرات اعلامية رهيبة مقارنة بالمنظومة.
خمس سنوات على تلفزة حرة ومنتمية للثورة سيذهب إعلام بن علي ومنظومته غبارا في الريح…
هذه اول الخطوات لحماية الثورة من جديد بعد ان استعاد أصحابها المبادرة على المنظومة…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock