استفهامات حول غموض العملية الانتخابية
طارق العبيدي
قراءة في نتائج الانتخابات التونسية… على أطراف معركة حضارية إسلامية مركزها حراك الشعب الجزائري
أنا أشاطر أبو يعرب المرزوقي رأيه المشكك في كل الاستفهامات حول غموض العملية الانتخابية، باستثناء وحيد فيها وهو الحساب العددي للمصوتين للأحزاب ومقارنته بالحاصل العددي لقيس سعيد فهو لا يجوز في نظري لأن الثابت لدي أن منظومة الثورة المضادة عملت بعد الثورة على ضرب العمل والتنظم الحزبي في الصميم ونجحت في ذلك بأن أصبحت غالبية الشعب تنفر من الأحزاب كلها وانخفض بالتالي التصويت لها. وقيس سعيد كما نبيل القروي لم يكن مدخلهما التنظم الحزبي وإنما الهامش غير الحزبي العريض جدا الذي عملت الثورة المضادة على إنتاجه بضربها الأحزاب.
إذا وحسب رايي اذا كان هناك من لغز فهو يكمن هنا في هذا الهامش الشعبي الرافض والكاره للأحزاب. والبحث كل البحث يجب أن يكون حول وجود قوى خفية استثمرت هذا الهامش العريض في الانتخابات الرئاسية ؟ وهل هي الثورة أم الثورة المضادة ام عمل خارجي ؟… أنا لا اعتقد العامل الخارجي هو المحرك الرئيسي ولا أعتقد بأن معطيات الحياة الرقمية التي تعيشها أميركا والتي كانت مدخلا للتأثير على الناخبين فيها يمكن أن تتواجد في تونس بنفس الدرجة. كل ما في الأمر إن هذا الهامش الشعبي العريض الكاره للأحزاب والذي أنتجته الثورة المضادة طيلة التسعة سنوات الماضية تحرك منطقيا عندما انهزمت كل الأحزاب في الدورة الرئاسية الأولى وشعر بانه انتصر عليها جميعا… وبطبيعة الحال الأحزاب الوازنة كانت واعية بذلك وكان من مصلحتها التي لا تحتمل نقاش الذهاب وراء قيس سعيد كوهم سياسي خالي من الفساد ويمكن أن يحقق وحدة شعبية بدل ترك الساحة للفساد والمافيا !
وتجاوزا لكل ذلك وعلى عكس أبو يعرب المرزوقي تماما أنا لا أرى ضربا للإسلام السياسي للسببين أسفله :
- أولهما : نتائج الانتخابات التشريعية أعطت النهضة المرتبة الأولى، وإمكانية تحالفات تشكيل الحكومة بقيادتها ممكنة جدا.
- ثانيهما : نتائج الانتخابات الرئاسية وفرت وحدة للشعب حول الرئيس تحت عنوان هام جدا هو التصدي للفساد، وهذا شيء ضروري يسهل على الحكومة التي ستتشكل البدء في الإصلاحات السياسية والاقتصادية الكبرى.
هذا لم يحدث في لبنان لا في البدء ولا في الحاضر، حتى نقارن تونس بها ونستنتج من ثمة بأننا قاعدة لضرب أشقائنا في الجزائر او في ليبيا. كل المؤشرات الشعبية توحي بأننا قاعدة لحمايتهم.
جارتنا الشقيقة الكبرى الجزائر هي أكبر المنتفعين من منحى الانتخابات في تونس وإيران كما روسيا صديقتين قديمتين لها ولم يسبق أن تم استهدافها من ايران أو روسيا.
هناك غموض وهناك أكثر من تساؤل حول العملية الانتخابية ولكن محصلتها إلى الآن لا توحي بأن تونس ستصبح قاعدة عمل عدائي ضد الجزائر… اللهم اذا كان في الأمر مصيدة استعمارية كبرى والجزائر بحنكتها التاريخية التي خبرناها جيدا هي من النوع الذي يقوى أكثر أمام المصائد وشعبها مجبول على تحدي القوى الصهيونية وواجهاتها الاستعمارية.
رابط رأي أبو يعرب المرزوقي بعنوان “اللغز لم يبق لغزا“