صالح التيزاوي
فكّر وقدّر ثمّ هاج وماج ليعود سريعا إلى ذلك الهدوء المصطنع الذي يخفى بركانا من الغضب والنّرجسيّة، ليشترط للمشاركة في الحكم (وهو حقّ لا ينكره عليه أحد) أن يسلّموه مقاليد البلاد والعباد، ولن يرضى بأقلّ من وزارة الدّاخليّة والعدل ويفرض على شركائه في الفوز بطريقة مسبقة، رئيس حكومة مستقل، لا شكّ أنّه يريده مستقلّا عن الآخرين وليس مستقلّ عنه.. أهذه هي الدّيمقراطيّة التي ناضل من أجلها عبّو؟!
عبّو الهمّامي فتح سوق محاصصة لطالما كان يلعنها قبل أن يجلس إلى طاولة المفاوضات.. “إنت صرفت.. صرفت” فلماذا لا تشترط المزيد؟ أن يقف الحزب الفائز بالإنتخابات: كتلته وهياكله وناخبوه وعموم الشّعب الكريم في صعيد واحد ويدعون بدعوة رجل واحد أن تتكرّم وتتواضع لتقود البلاد والعباد بعد أن يجمعوا كلّ السّلطات بين يديك ويفرشون البساط الأحمر تحت نعليك..!!وكيف ما قال واحد مافيوزي “آش نعملو بجد بوها الدّيمقراطيّة”؟!
حمّة الهمّامي كان أكثر شجاعة وكان أكثر احتراما لخصومه فعندما كان يعبّر عن “استعداده للحكم” لم يطلب من منافسيه ما طلبت لأنّه كان يعرف أنّ ذلك لا يليق بمناضل مثله، كان يطلب الحكم على طريقته وبمنهجه المتسجم مع أفكاره.. أمّا أنت فقد طلبت شططا..
أخطأنا عندما كذّبنا حمّادي الجبالي يوم استقلت من الحكومة وبرّرت ذلك بتقييد يديك عن الإصلاح ومحاربة الفساد وأهله وظللت بطلا في أعين الكثيرين.. ثمّ تلاحقت أعوام الثّورة حاملة في طيّاتها جملة من الأحداث، كشفت عن نوايا كنّا نجعلها، وجاءنا بالأخبار من لم نزوّد:
- استقالة مبكّرة من حكومة التّرويكا
- استقالة من حزب المؤتمر وكان أوّل مسمار لك شرف دقّه في جسم حزب رائع وجميل.
- تكوين حزب عائلي تحت إمرتك
- خطاب يأخذ من مفردات معجم الجبهة الشّعبيّة
- وأخير بعد أن صرفت الدّولة ما صرفت على الإنتخابات تريد أن تضع نتائجها جانبا، ويعلنك النّاس حاكما فعليّا وأوحد للبلاد.. وإلّا فإنّك لن ترضى!!!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.