تدوينات تونسية

هل هي إرادة الفشل.. أم هي سنة التدافع ؟

عبد القادر عبار

إن الجالس على الأرض لا يسقط، و الناس لا يرفسون كلبًا ميتًا.. مثل أمريكي أورده ديل كارينجي في كتاب الرائع “دع القلق وابدأ الحياة” بمعنى أن الناس لا يستفزهم الخامل والصموت الساكن.. وإنما يقاومون المتحرك والفاعل ويلمزون ذا الهمة.

  1. منذ الصباح وتحديدا منذ إطلاق نتيجة سبر الآراء التي أبرزت الاستاذ قيس في المرتبة الأولى وبهتت الأستاذ مورو بإدراجه في المرتبة الثالثة بما يعني سقوطه وانسحابه.. وحشرت بينهما القروي في المرتبة الثانية بما يجعله المنافس لقيس في الجولة الثانية.. والتدوينات الغاضبة والإشارات الناقدة والتحليلات المتهمة… تقرع الرأس بلا رحمة ولا هوادة.. منها ما هو بدافع الغيرة والحب والبر والغصة لإعادة تشكيل العقل الحركي والمحاسبة والمراجعة ومنها ما هو بدافع التشفي والحقد والتحطيم.. والمفجر لهذا الغضب هو الفشل.
    فهل ذلك ناتج عن إرادة الفشل ؟.. أم هي من سنة التدافع بين الحق والباطل والخير والشر ؟

  2. تعدُّ الإرادة مبدأً روحانيًا وهي شعور داخليا يعتري قلب الإنسان عندما يقرر فعل أمر ما والناس مختلفون في تحقيق ما ينوون فعله؛ فمنهم من يمتلكون إرادة قويّة ومنهم من تكون إرادتهم ضعيفة، فيتراجعون قبل تحقيق ما يصبون إليه، ويرى الكثير من الفلاسفة بأن الإرادة هي عقد العزيمة على تحقيق ما يريدون فعله بدافع داخلي عميق. وهناك أسباب تعين الإنسان على تقويّة إرادته،:

  • تنظيم الوقت وحسن استثماره.
  • معرفة نقاط الضعف ومعالجتها أو تجاوزها.
  • حصر نقاط القوّة وتنميتها.
  • التعرف على الذات: أن يتميّز المرء بالشجاعة الكافيّة لإدراك مميزاته وعيوبه، ويسعى جاهدًا لمواجهة كل ذلك ويطوّر من نفسه.
  • ثم التحفيز.
  1. والفشل ليس هو عدم النجاح.. إنما الفشل هو جهل أسباب عدم النجاح ولا أحد عاقلا وسويّا يريد أن يفشل.. أو يتمنى أن يفشل او يحدث نفسه بالفشل لان الفشل محطم بينما النجاح محفز.. فكيف بحركة بلغت أشدها وبلغت أربعين عاما تكون لها نية الفشل أو تدرك أن ما تسلكه وتفعله في معركة الانتخابات سيؤدي الى فشلها وهزيمتها ثم تقدم عليه وتصر على انجازه ؟

  2. من سنن الله في الصراع، سنة التدافع بين الحق والباطل، فالحق والباطل ضدان يتدافعان، والتدافع بينهما يعني محاولة غلبة كل منهما للآخر، وهو تدافع بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل، في قضية الحال بين جماعة “السيستام” وجماعة الثورة وهذا التدافع أمر لابد من وقوعه فلا يمكن بقاء أحدهـما إلا ويغالبه الآخر. “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”.

  3. وهذه النتائج خيرها وشرها، مفرحها ومحزنها هي ننتيجة هذا التدافع ليقضي الله أمرا كان مفعولا وليحق الحق ويبطل الباطل، وفي القران شواهد غزوات “بدر” و”احد” و”حنين”.. التي تداول فيها النصر مع الهزيمة لم تشذ عن القاعدة والله سبحانه عقب على واقعة احد بقوله “أوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” فحملهم مسئولية ما حصل حتى يراجعوا أنفسهم ويتجهزوا أحسن للمستقبل.

  4. والعبرة في قضية الحال هي بوعي الدرس وأخذ العبرة والتحلي بالشجاعة على النقد الذاتي وإعادة التشكيل وحسن الإعداد للمعارك القادمة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock