منذر بوهدي
تشهد تونس الثورة هذه الأيام حركية استثنائية بمناسبة تنظيم الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، المنتظرة يوم 15 سبتمبر المقبل، على اثر وفاة الرئيس المرحوم الباجي قائد السبسي.
ولا يزال يفصل التونسيين والتونسيات الا أسبوع فقط على يوم الاقتراع التاريخي، في ثالث انتخابات الرئاسية بعد 2011 و2014 ليتوجه اكثر من اربع ملايين شخص للإدلاء باصواتهم واختيار من يرونه مناسبا ليكون رئيسا لهذه البلاد العظيمة.
ما يميز هذا الاستحقاق الانتخابي ولاول مرة، المناظرة التلفزية بين المترشحين للانتخابات الرئاسية التي تم بثها ليلة البارحة وتابعها اكثر من اربع ملايين تونسي، وبثت ايضا عبر وسائل اعلام عربية ودولية وسمعية وإلكترونية، وأبهر هذا الشعب مجددا العالم بأسره، وبرزت تونس في حلة الشعوب المتشبثة بالممارسة الديمقراطية والتنافس السلمي على السلطة.
بدا اللقاء مميزا شكلا ومضمونا، رغم بعض النقائص المرتقبة في اول تجربة، وكل من تابع المترشحين للرئاسية وهم يجتهدون لإقناع اكثر شريحة ممكنة من التونسيين للتصويت لفائدتهم، يرى بكل وضوح حجم المعلومات والمعطيات التي يتلقفها الشباب والناخب، ويتلقف ايضا ان المناظرة كانت فرصة جيدة لتكوين علاقة ارحب واشمل يتداخل فيها العاطفي بالمعرفي، ويمتزج معها االمزاجي بالموضوعي، وتفرض الصورة والصوت ونبرات التواصل وقدرات المترشح على تشكيل مظهر خاص به، على المتلقي ان يصنف المرشحين تفاضليا وفق معاييره ومقاييسه التي يرتضيها لنفسه،
طالبت الجماهير إبان انتخابات 2014 بالمناظرة من خلال شعار “فبحيث ايجا للمناظرة”. اطلقها آنذاك مساندي الدكتور المنصف المرزوقي لدعوة الباجي قائد السبسي لمواجهته في مناظرة تلفزية ولكن هذا الآخير رفضها، تتقدم تونس مجددا في طريق بسط ممارسات ديمقراطية في التنافس السلمي والنزيه الذي يؤسس لتكريس مشهد المناظرات التلفزية بين المترشحين ويعد هذا الشكل من ارقى الممارسات الدبمقراطية وأفضلها على الإطلاق..
هنيئا لتونس بهذا الإنجاز التاريخي العظيم ولا شك ان التجربة لا تزال في مرحلتها الجنينية والأكيد انها ستتطور وتعدل كل أوتارها وسيتجاوز الجميع النقائص وسيعرف التونسيون مستقبلا مناظرات تاريخية حاسمة على غرار ما نشاهده في الدمقراطيات العريقة.
المجد للشهداء
بعد الثورة اكيد خير
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.