تدوينات لحرية الرأي وثقافة الحوار
إسماعيل بوسروال
1. تعريف ب قرى SOS
تتمثل قرى SOS في تجمع للاطفال فاقدي السند من اعمار مختلفة، يتم ايواؤهم وتغذيتهم ورعايتهم وتربيتهم وتكوينهم وتعليمهم… والاحاطة النفسية بهم.
اذن توفر القرية ما يلي :
- السكن
- الغذاء
- التعليم
- النشاط الرياضي
- النشاط الثقافي
- التكوين المهني
- الاحاطة النفسية وتتولى ذلك اطراف مختلفة مكلفة بمهمات متعددة.
- الام وهي من تحتضن في بيتها مجموعة من الاطفال (9 كحد اقصى) يعيشون في شكل اسرة و في مسكن على شكل الديار العادية.
- المربية (او المربي). وهي من تقوم بمتابعة الاطفال سواء في الفضاءات الداخلية حيث تتوفر قاعات الالعاب وفضاءات المراجعة.
- الاداريون وهم يشرفون على الشأن الداخلي من اقتصاد وخاصة التغذية وينسقون مع المؤسسات التربوية الابتدائية والاعدادية حيث يتم تسجيل التلاميذ للدراسة ومرافقتهم ونقلهم.
2. من أين تأتي الأموال ؟
من خلال تجربتي الشخصية واطلاعي المباشر فان تمويل هذه (الاعمال الخيرية فعلا) تتولاها دول الاتحاد الاوروبي مع غياب دول منظمة “التعاون الاسلامي” فاموال العائلات المتربعة على عروش الدول العربية والاسلامية مهتمة بشؤون اخرى تشعلها ولا توجد في اهتماماتها “الاغاثة” و “النجدة” و “فعل الخير”، بل هي تساهن في احداث مزيد المآسي للاطفال في العالم العربي مثلا بداء بمأساة فلسطين ثم الحرب على سوريا فتفجير بلاد اليمن وزرع الفتن في ليبيا مرورا بلبنان الثمانيات والعراق 2003… الخ.. الخ
3. أثر المساعدة الانسانية
ليس بوسعي سوى ان اشكر من يقدم المساعدة الانسانية لقرى SOS وهي دول الاتحاد الاوروبي ولكن ألوم الدول الاسلامية التي لها ثروات طائلة من مداخيل النفط والغاز والموارد الطبيعية وتترك “الانسان” في بلدان شقيقة للعراء والجوع والمرض والجهل… حتى اذا أتى (اوروبيون) لتقديم الدعم له فانهم “قد” يشترطون برامج معينة وتوجهات محددة وثقافة يرغبون في نشرها.
4. مقترح توجيه زكاة الفطر لقرى SOS
أحدثت جدلا هائلا تلك الدعوة التي اطلقها مفتي الديار التونسية رمضان 1440 هجري الموافق لشهر ماي 2019… وهي دعوة لدعم قرى SOS بمعلوم زكاة الفطر… انبرى الناس يتساءلون عن وجاهة هذه الفتوى وصحتها وأهلية هذه القرى أن تكون محل دعم مادي ؟
ولعل تساؤلات الناس تعود الى أمرين :
- أ. عدم اطلاعهم على قرى SOS ودورها وحاجاتها.
- ب. ضعف ثقتهم في مفتي الديار التونسية بسبب تراكم التشكيك في الجهاز الرسمي للدولة التونسية في المسائل الفقهية الدينية عبر التاريخ.
5. موقف و وجهة نظر
الموقف يتمثل في الدعوة الى دعم قرى SOS بزكاة الفطر بل الى تجاوز ذلك بزكاة الاموال والانتاج الفلاحي فهو فعل خير سبقنا اليه الاوروبيون. كما ادعو الى انفتاح وزارة الاشراف (وزارة المراة والطفولة) ورئاسة الحكومة والبرلمان الى كشف كيفية تسيير هذه المؤسسات وبرامجها وانشطتها بما يضمن عدم انحرافها عن الاهداف العامة للدولة التونسية ويحقق اندماج افرادها في مجتمعهم.
مع الملاحظة انه على الحكومة ان تمنع شركات الاتصال من السمسرة والتربح في هذا المجال او على الحكومة ان تمنعها من توظيف اي معلوم مشط يظهر (الجشع) صارخا على حساب فعل الخير والتضامن الوطني ومساعدة اطفال فاقدين للسند.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
