تدوينات تونسية

ثورة الجزائر ليست "ثورة جياع"

عمر الرواني
ما يحدث في الجزائر ليس شانا جزائريا فقط، بل سيكون له أثرا وارتدادا في كل بلاد العرب أكثر مما كان للثورة التونسية، ففي الجزائر لم بحرق أحد نفسه من أجل لقمة العيش ولم يرفع أحد شعار الجائعين، ولا قتل أحد أخاه برصاصة غادرة،
الجزائريون موحدون، عرب وامازيغ، شعب وجيش وامن، كلهم (-خاوا خاوا) يطلبون الحرية والسيادة الكاملة للشعب في مواجهة عصابة حاكمة تأتي على االآخضر واليابس وتستقوى بالأجنبي،
لذلك فإنه لا يمكنهم وصفها بثورة الجياع ولا بثورة ياسمين، إنها ثورة من أجل الحرية والديمقراطية لا لبس فيها، لذلك ترون قوة الحضور الذهني لهذا الشعب ورفضه لكل محاولات الإلتفاف التى تتساقط الواحدة تلو الأخرى أمام إصراره على التغيير الجذري ودفع المؤسسة العسكرية شيئا فشيئا إلى الإنكسار لمصلحته والتخلّي عن تلك العصابة،
الجزائريون برفضون دوما أنصاف الحلول، فكما لم يقنعوا من فرنسا بـ “إستقلال ذاتي” فعقدوا العزم على إنتصار كامل فنالوه، لن يرضو اليوم بنصف ثورة أو شبه ثورة، فيستمرّ وكلاء فرنسا على رقابهم، وإنما شعارهم اليوم (ترحلوا قع / جميعا) لا أكثر ولا أقل،
إن نجاح الثورة الجزائرية سيدفع بالتجربة الدبمقراطية في بلادنا إلى غير رجعة، لذلك فلا تنخرطوا في التعتبم عليها ولو عن غير قصد بأخبار الإثارة والإلهاء، كالشيخ والدجاجة والشاعر والقبر، أو حتى أخبار المتهافتين على الرئاسة،
وأشيحوا بوجوهكم خاصة عن أخبار قمة المجرمين العرب الذين تكاد تخرق أهازيج وهتافات الحرية في الجزائر آذانهم العفنة وتفسد عليهم إحتفالهم بهزائمنا المرّة ورقصهم على جثث مواطنيهم المنشّرة.
غدا سينزل الجزائريون بالملايين للشوارع فولّوا وجوهكم شطرهم،
هم البوصلة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock