تدوينات تونسية

التضارب بين الرئاستين

نور الدين الختروشي

عديدة ومتعددة عناصر الأزمة السياسية في تونس اليوم منها الخطير ومنها ما دون ذلك والأخطر فيها هو ما يتعلق بالتضارب بين الرئاستين. فجوهر الصراع يتصل بعنوان النفوذ، وقد بادرت الرئاسة تحديدا في البحث عن كل الحيل الدستورية والقانونية لتجاوز صلوحياتها، وستواصل في هدا المنحى بالنظر إلى شخصية الباجي الذي مكنه التوافق في السنوات الأربعة الماضية من اللعب خارج مربع صلوحياته، وإعادته الأزمة مع القصبة إلى حجمه وحدوده مما يرجح أنه سيستعمل كل المتاح من أجل إستعادة دوره كرئيس يحكم ويحكم وحيدا إن لزم الأمر.

الصراع بين القصبة وقرطاج لم يبدأ مع أزمة الفصل 64 بل بدأ يوم أقال الشاهد وزير داخليته لطفي ابراهم الذي هو بالمبتدأ رجل القصر. يومها شهدنا بداية صراع النفوذ ولعبة لي الذراع بين الرجلين وما وثيقة قرطاج إلا نتيجة مباشره لعدم تقبل الباجي إقالة رجله من منصبه.
المزعج حد الفزع في هذا الصراع المفتوح هو إحالته على شطب مبدأ الإنسجام بين مؤسسات الدولة وهو ما يعني بالنهاية موت الدولة.
مع سنوات حكم المخلوع شهدنا موت السياسة ودفعنا ثمن موتها بالحاضر والتقسيط ومن المؤلم حد الوجع أن نلاحظ أن الديمقراطية بصدد تدمير الدولة.
موت السياسة ثمنها ضياع الحرية أما موت الدولة فسيكون ثمنها الوطن.
لنحذر فالرئيس هذه الأيام بصدد استراتجية مواجهة مع القصبة نهايتها نهاية الدولة.

#الحكمةفيقطع_الطريق

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock