فتّشوا في كل القطاعات ومفاصل القرار ستجدون -اليسار- متحكما بدعم من إيقونات الإتحاد الحمراء الإستئصالية، ستجدونه في ردهات الوزارات والمندوبيات والإدارات الخدمية، ستجدون أزلامه هم من -يختطف- دوائر القرار لتطويعها بداية لنزوات الأيقونات المتنفذة في الإتحاد، ثم لتنفيذ أجنداتهم الإستئصالية،
ستجدون -سلطة- تتسلط على كل حيثيات ومسار كثير من الوزارات والإدارات والمؤسسات العمومية (التي يقسم الإتحاد أنه لا يفرط فيها للخصخصة) لغايات كثيرة في نفسه، أو ببساطة لأنها (كُتل) ضغط موازية،،، ستجدون هؤلاء متفرقين في الأماكن متّحدين في الأهداف، ستجدونهم في الإعلام، في الثقافة، في التعليم وفي كثير من القطاعات الخدمية الفاعلة والحساسة، ستجدونهم في التعبئة للإضرابات وتتبّع وترصّد وصدّ المخالفين، ستجدونهم يحرصون على تبادل التعليمات والمعلومات والتحركات والنقل وتغيير المسؤولين والمديرين ليمارسوا إقصاءاتهم واستئصالاتهم على كل من لم يكن من صفوفهم (من لا يحب الإتحاد ليس تونسيا)، هم مزروعون بشكل يشكّل سدا محكما أمام المتقدمين للوظائف والمترشحين للمناظرات أو الخطط ولمن -تحدثه نفسه- أن يشتغل في هذا الوطن خارج مدى أنظارهم أو منافيا لتعليماتهم،،، أيضا تجدهم سدا أمام من له نفس هووي أو ديني، فهو لا يلتقي مع تفكيرهم ولا يوافق ممارساتهم وهو يمثل خطرا (على سلطانهم)…
أيضا هم موجودون في الحراكات الثقافية والمشاهد الإعلامية والمساهمة في وضع البرامج التعليمية ووضع خطط سير المؤسسات تفريق المنافع والعلاوات والترقيات وحتى سد الشغورات، وكل -حركة- أينما كانت هي معلومة عند مجاميعهم ولا تأخذ إلا الصفة التي يقررونها ويرتضونها وتزيد في -تلاحم- دوائرهم ويعود لهم نفعها. يسار لم يستطع ولوج السلطة من بابها فتسلل من شبابيكها، يسار لم يجد له شعبية تلقائية ولا حاضنة طبيعية تآزه طوعا فتحكّم في رقاب أكثرها قسرا، وربط مصالحها بالإنضواء تحت (رايته) والإشتغال تحت وضمن (ماكينته)…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.