الخميس 13 فبراير 2025

ما جاء في الفتنة الباجية الشاهدية

عادل بن عبد الله
واختلف فقهاء النمط في “التجميد” و”التمرميد” أيهما أبعد في العقوبة وأحرى بصاحب العزم. ولكنهم اتفقوا على أنهما داخلان في باب “التعزير” الذي أوكله الشارع لولي الأمر فيما لا حد فيه. وقد نقل بعضهم عن العلاّمة عثمان بطيخ مفتي بلاد التررني أنه يرى التجميد أشد في العقوبة. واحتج لقوله بأدلة أمتنها أن التمرميد كان للباب الأعظم الحبيب الصيد الذي لم يظهر منه من الجفاء وسوء الطوية ما ظهر ممن خلفه على كرسي القصبة. ولذلك ذهب العلاّمة بطيخ إلى أن التجميد مرحلة تعقب التمرميد أو تحل محله فيمن عظم جرمه وقلّ أدبه مع صاحب الكاريزما أيده الله. وقد ذكر أصحاب السير أن المخالف في هذه الفتوى نادر.
وأشهر من خالف في المسألة العلاّمة فريد الباجي الذي قال بأن التجميد كالمبتدإ لخبر آت لا محالة هو التمرميد. واحتج لذلك بأدلة نذكر أقواها وهي أن المفتي قد أساء الظن بصاحب الكاريزما لأنه توهّم أنه في حكم المضطر والأمر على خلاف ذلك. فما هو بالمضطر ولكنه أراد أن يتفنن في العقوبة فأوحى إلى الباب الأعظم يوسف الشاهد أنه في مأمن من عقوبة سلفه، وجاراه في بعض الأمر وهو آخذه لا محالة بجرمه وسيشرد به من خلفه وسيكون لمن خلفه آية. ومحصول فتوى العلامة فريد الباجي أن صاحب الكاريزما سيمضي العقوبة على قدر الجرم ولن تأخذه بمن خانه في موضع الثقة وشاقّه إذ أمن العقوبة…
قال الراوي: والتزم باقي فقهاء النمط الصمت أخذا بالأحوط ، فجمهورهم على دين الملك ولا يدرون أي الرجلين سيكون له عاقبة الأمر وأيهما ستدور الدوائر عليه دائرة السَّوء. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
مصنف مجهول، كتاب “فك الأحاجي عمّا ألغز من أفعال سي الباجي”


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

الرئيس التونسي بين مخاوف الإصلاحيين وانتظارات الثوريين

عادل بن عبد الله عندما وصل الرئيس التونسي قيس سعيد إلى قصر قرطاج، كان من …

ما هي أهم القرارات الضرورية التي يجب أن يتخذها المجلس الأعلى للأمن ؟

عادل بن عبد الله 1. دعوة الهايكا إلى تفعيل القوانين فيما يخص خطابات الكراهية وبث …

لا تعليقات

  1. جميل جدا = طريف وظريف = شكرا سي عادل بن عبد الله

اترك رد