تدوينات تونسية

محمّد نبينا سيرة عطرة وقدوة سلوكيّة

منجي باكير
محمّد صلّى الله عليه وسلّم عبد الله ورسوله كان قدوة سلوكيّة، كان حتّى من قبل البعثة معروف بالصّادق الأمين ومعروف بكثير من الصفات السلوكيّة القويمة شهِد بها كلّ من تعامل معه، ومن بعد البعثة أصبح قمّة في الإعجاز السّلوكي فجمع كلّ المناقب الإيجابيّة في السلوك الإنساني…
كان محمّد قدوة سلوكيّة، فلم يكن يحبّ السّيطرة ولا التميّز برغم مكانته العظمى عند الله ثمّ عند أهل السّماء وأهل الأرض، كان دئما يقول أنّه بشر، عبْدا رسولا،،، كان ثابتا على الحقّ وعلى المبدإ لا تحرّكه الغرائز ولا تستميله الشهوات ولا تُثنيه المغريات عن سلوك سبيل الحقّ والعدل،،،
حتّى في أوّل البعثة لمّا عرض عليه الكفّار كلّ أشكال العزّة الدنيويّة وأسباب المُلك والزّعامة والثراء فإنّه رفض برغم أنّه مازال في الخطوات الأولى للدّعوة وخيّر الثّبات على المبدإ مع الصّعاب والعوائق. وحينما تمكّن الدّين الإسلامي وانتشر وثبّت الله أقدام رسوله فأقام الدّولة في المدينة فإنه أيضا بقي وفيّا لمبادئه، ولم يسعى للحصول على ميزات شخصيّة ولا بنى لنفسه قصورا ولا اتّخذ حرسا ولا جعل حُجّابا ولا كان يعمل المآدب والولائم.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (تمرّ الأيام ولا توقد في بيتنا نار)، بيت النبوّة وبيت قائد المسلمين ليس فيه خزائن ولا مطامير للطعام، ولا حقّق لزوجاته ثروات مكّنهن من امتيازات، ولا ميّز أصحابه الأوائل على غيرهم، ولم يعمل عمل كثير من قادة الثورات العصريّة، أكثرهم ينقلبون على مُثُلْهم التي ناضلوا من أجلها بعد ما يتمكّنون من السّيطرة على الحكم، ويبيحون لأنفسهم ما كانوا يحرّمونه بموجب الأدبيّات الثوريّة، بل منهم من يختلق شعارات تمويهيّة كتصحيح المسار الثوري مثلا، حتّى يبعد رفاقه القدامى ويمكن حتّى أن يُعدم رفاقه ومعارضيه من الذين ثبتوا على العهد الثوري الأوّل وصاروا عائقا لنزواته وتنطّعاته…
محمّد كان بشرا ويباهي بهذا، ولمّا لاحظ مرّة ارتعاد أحد مصافحيه قال له: (هوّن على نفسك، فأنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) قال له ذلك برغم أنّه أفضل المخلوقات على الإطلاق، سيّد الأوّلين والآخرين وهو رسول ربّ العالمين لكنّه آثر التواضع، ومن يتواضع للخلق يرفعه ربّي ويُعلي من شأنه وقدره، ألم يقل له ربّنا سبحانه وتعالى: “و رفعنا لك ذكرك” !؟؟؟ ومن وقتها واسم (محمّد) تلهج به الحناجر وتقدّره حبّا وتصلّي عليه بأمر إلاهي من فوق سبع سموات حتى يرث الله الأرض ومن عليها…
وحتّى ما يقع ساعات من بعض المغرضين باستفزاز المسلمين من انتهاك حرمة رسول الله، هي في الواقع ما تزيد إلاّ من رفع شأنه،، وتزيد من أتباع الديانة الإسلاميّة وتزيد من أحبّاء محمّد وتستقطب ناسا أكثر تحبّ تتعرّف على هذه الشخصيّة الخالدة وعلى القيم اللّي جاء بها وكثير منهم من ذوي العقول الرّاجحة يعتنقون الإسلام…
صلّى الله عليك وسلّم يا سيّدي يا علم الهدى.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock