طائر اللّقْلَق.. والرئيس مُرْسِي !
عبد القادر عبار
في الزمن الرديء.. عندما يحكم الصبيان، ويسوس الخصيان، فيُذَلّ الإنسان، ويُكرّم الحيوان.. حصل ما لم يكن في الحسبان في إحدى دول بني العربان.. وهذه قصة احتجاز طائر اللقلق.. في بلاد النيل الأزرق.. قصة غريبة، وأحوال عجيبة، وجمعيات حقوق مريبة، تتدخل لإطلاق سراح أحد الطيور خوفا عليه من الحبس، بينما تغض الطرف عن معاناة ومظلمة الرئيس مُرْسِي..؟؟ !!
1. صادف أن مواطنا مصريا اصطاد أحد طيور “القلق” المهاجرة من “المَجَر” إلى إفريقيا، وعند تفحّصه وجد بساقه جهازا فظنه جهاز تنصّت.. فسلّمه فورا إلى أجهزة أمن الدولة المصرية وقامت الدنيا ولم تقعد بدعوى أنه طائر جاسوس وان ما هو مثبّت بساقه هي أجهزة تنصّت فاحتجز المسكين للتحقيق !! ممّا أثار قلق واحتجاج “جمعية الطبيعة بدولة المجَر” وجمعيات حقوق الحيوان !.. وكواليس الأمم المتحدة..
2. قالت إحدى الناشطات في مجال حقوق الحيوان: إن الطائر المهاجر، الذي تمّ احتجازه من طرف أمن الدولة لاشتباه حمله أجهزة تنصّت، هو بريء من التّهم الموجّهة إليه، وأن الجهاز الذي يحمله بساقه هو جهاز تتبّع للطيور المهاجرة، التي تهاجر في أوقات الشتاء من أوروبا إلى القارة الإفريقية.
3. وصرحت الناشطة الحقوقية، الغيورة على الحيوان والغير عابئة بحقوق الإنسان، أن اتصالات جرت بين جمعية الطبيعة في المَجَر وجمعية حماية الطبيعة في مصر، أكدت خلالها الأولى أن الطائر يتبع دولة المجَر فهو مواطن مَجَري له حقوقه وكرامته وحصانته الدولية، ولهذا تمّ التنسيق بين جمعية حماية الطبيعة وإدارة الحياة البرية والهيئة العامة للخدمات البيطرية وجهاز حماية شؤون البيئة، من أجل الحفاظ على سلامة الطائر المتّهم زورا بالانتماء السياسي، وأسرع وفْد من حقوق الحيوان إلى القيام بزيارة “الأخ” الطائر.. المظلوم.. في محبسه للتأكد من أنه بحالة صحية جيدة وتمّ تكذيب الادعاء بجاسوسيّة اللقلق والتوضيح بان الجهاز الملصق ليس جهاز تجسس بل هو جهاز تتبّع للطائر أثناء هجرته، ولا يخالف المواثيق العالمية لحقوق الحيوان، والتي وقّعت مصر عليها.
4. وأكدت الناشطة مع الحيوان والكسولة مع الإنسان، أن الطائر المهاجر المظلوم، والذي لقّب في مصر باللقلق الجاسوس، سيتمّ الانتهاء من الإجراءات القانونية والإفراج عنه غدا مع الاعتذار إليه، وسيتم إطلاق سراحه بعد غد من جهاز حماية البيئة، ليستكمل رحلته إلى جنوب إفريقيا.
5. وما أروع وما اصدق مَن قال: (أبو الطيب المتنبي)
ضحكتُ كثيرا على الصّبّ يبكي..
من الحبّ أو من خداع النساء
ولم يبك يوماً لمصر..
وقد حلَ ليلاً بمصر عظيم البلاء
ضحكتُ، فصرتُ مع القوم أبكي..
وتبكي علينا عيون السماء
وكم ذا بمصر من المضحكات..
ولكنه ضحك كالبكاء
سكبت عليها الدماء دموعا..
أرطّب تربتها بالدماء.