التوافق غائب/ حاضر ؟… الإصلاح التربوي مثالا
إسماعيل بوسروال
غبار كثيف في الاعلام التونسي اثاره تصريح الاستاذ عبد الفتاح مورو الى صحيفة سويسرية حول حاجة تونس الى توافق حقيقي وصلب ومكتوب يكون قائما بين المؤسسات لا بين الزعامات… اقرأ التصريح قراءة عقلانية هادئة واقول ان الرجل عبر عن “حقيقة سياسية” لم يتحرج من تحمل مسؤوليته تجاهها بدافع وطني.
ان التوافق في تو نس “مسلك ايجابي” ساهم في تجنيب البلاد حربا اهلية مثل بقية دول الرببع العربي واقول جيدا ان الدور الرئيسي الاول كان للشيخين بكل تاكيد وياتي بعدهما الرباعي الراعي للحوار الوطني… ولا اتاثر هنا باي راي يبخس هذه الاطراف دورها في تثبيت السلم الاهلي وتهيئة الظروف للانتقال الديمقراطي.
ولكن مازال “التوافق” هشا لانه لم يكن متوازنا فقد كان لفائدة المنظومة القديمة المستفيدة من الوضع القائم على حساب القوى الطامحة الى نيل حقوقها والتي تمردت ذات يوم… ومن ذلك امضاء قانون العفو عن المتورطين في القضايا الاقتصادية والادارية مقابل الصمت المطبق -في كل المناسبات الوطنية- عن ضحايا الاستبداد.
على ان ابرز ما يؤكد غياب التوافق هو ما سمي بالاصلاح التربوي الذي قاده ناجي جلول بطريقة دون كيشوتية جمع حوله اطياف من اليسار الاستئصالي، النقابي والثقافي والجمعوي والسياسي لينتجوا أسوأ مخططات تربوية عرفتها تونس في تاريخها المعاصر.
مازلنا ننتظر ان يكون “التوافق” حاضرا في الاصلاح التربوي كما حضر في محطات أخرى.