الجوع والجعجعة..

محمد ضيف الله
تركيا تفرض التأشيرة على الأمريكان بعد ساعات من قرار مماثل اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية إزاء الأتراك. العين بالعين. لن يرى كثير في ذلك ممارسة للسيادة الوطنية واستقلال القرار الوطني، وقد يقولون حتى، هذه دعاية للعثمانيين الجدد، في محاولة دائمة للتأكيد على المعزوفة الإيديولوجية، وسيقول آخرون أو لعلهم هم أنفسهم من قد يقول بأن تركيا في الحنديرة تحت حكم السلطان أو الإخوان، ويتمنون أن تتوتر العلاقات إلى حد القطيعة وحتى الحرب، بعيدا عن عدو العدو صديق.
شخصيا أغبط الأتراك على ما فعلت بلادهم دفاعا عنهم. كم يتمنى المرء أن يسلك بلد عربي واحد مثل سياسة تركيا، فلتكن السعودية مثلا، قبلة المسلمين، ههههه، أو مصر مثلا، أم الدنيا. ههههه. سنصفق آنذاك للسيادة الوطنية والاستقلال الوطني. السيادة الحقيقية تبدأ عندما تكون هناك قوة اقتصادية جبارة، وليس قوة “عسكرية” تتزود بالسلاح من خارج الحدود، القوة الحقيقية لا تكون بالضرورة “بامتلاك” النفط. تركيا الآن قوة اقتصادية، بما يجعلها تمارس سيادتها الوطنية، في بلداننا حيث الأمية والمرض والجوع بقي لنا المجال متسعا للجعجعة عن السيادة الوطنية.