تدوينات تونسية

توحيد ألمانيا “الآن ينمو معا ما ينتمي معا”

هايدا لمام
في ذكرى توحيد شطري ألمانيا 3 أكتوبر
Nun wachse zusammen, was zusammengehöre
“الآن ينمو معا ما ينتمي معا”
إستوقفتني هذه العبارة الشهيرة لرئيس الحكومة الألماني السابق #فيلي_برانت وانا اتجول في أروقة منزله الذي أصبح متحفا للزائرين يُخَلّد فيه تاريخه الحافل بالنضالات ضد النازية.
تحصل #فيلي_برانت على جائزة نوبل للسلام، كما عاش مطاردا وناضل لسنوات ضد النازي أدولف هتلر الذي حكم ألمانيا بالحديد والنار وتسبب في محرقة الهولوكست مما أدى الى سقوط ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
#الآن_ينمو_معا_ما_ينتمي_معا
فلئن تأملنا جيدا فيما ترمي إليه هذه الجملة القصيرة لوجدناها تحتوي على بحر من المعاني، وكأنها تحكي قصة تحديات راهن عليها مجموعة من الأشخاص.. هم شخصيات سياسية واجتماعية وإعلامية ألمانية وضعوا حب وطنهم نصب أعينهم، حيث بقيت مسألة إنقسام بلدهم إبان الحرب هاجسا يقلق مضاجعهم، فكان لهم الفضل في إعادة توحيد شطري البلد الشرقية والغربية، وما كان أيضا لدولة ألمانيا أن تصبح قوة عظمى وتحتل أعلى المراتب في شتى المجالات لولا تضحية الأسلاف الذين وضعوا أسس هذا الإزدهار لتأتي بعدهم أجيال وتكمل بذلك مسار التحديات..
3 أكتوبر 2017 ككل سنة يحتفل الألمان بعيدهم الوطني لتوحيد الألمانيتين، لكن هذه المرة عيد ترافقه بعض التساؤلات والتخمينات فرضت نفسها على الواقع الألماني وإلى ما سيصبح عليه الوضع السياسي في ظل هذه التجاذبات خصوصا بعد صعود حزب اليمين المتطرف..
وبالتالي فإني أرى قبول ألمانيا تدريجيا الإسلام كدين فيها هو التحدي الأكبر لكلا الطرفين؛ فهي وشعبها قد قالوا للعالم من خلال ازمة اللاجئين السوريين أن في المانيا يوجد شعب وحكومة مؤمنين بالديمقراطية وحقوق الانسان وكرامته بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه ويتجلى ذلك عندما أعلنت دولة المانيا وبالتنسيق مع اتحاد المساجد سنة 1997 في ان تجعل يوم 3 اكتوبر من كل سنة هو يوم مفتوح لجميع مساجد المسلمين يستقبلون فيه زائرين ألمان للتعريف بالدين الإسلامي وذلك بإقامة حلقات ثقافية ومحاضرات دينية في أجواء احتفالية، الهدف منها الدفع الى الحوار بين الأديان وتلاقح الحظارات وحث الاقلية المسلمة على مزيد الاندماج في المجتمع الالماني. وهذا ان دل فهو يدل على السياسة الرشيدة لدولة ألمانيا لمجابهة التطرف والعنصرية كما يعكس مدى اطلاعها على عمق التاريخ الاسلامي وفهم تعاليمه السمحة.
في المقابل أرى أن المسؤولية صارت أكبر بالنسبة للجالية المسلمة اذ يتمثل ذلك في دورها للحفاظ على وحدة هذا البلد وأمنه وان تكون فاعلة ومنتجة. وخلق جيل من أبنائها يقدم الاضافة والإبداع.
فالله تعالى قد قال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ” صدق آلله العظيم

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock