جمعيات المجتمع المدني والأجندات الخفية
مروان العمدوني
أعلن معز بوراوي رئيس جمعية عتيد سابقا عن استقالته من رئاسة الجمعية لأن حسب الأخبار المؤكدة أنه سيكون رئيس قائمة لحزب سياسي في احدى الدوائر الانتخابية وبذلك كشف عن وجهه الحقيقي بعد أن كان متخفي تحت جمعية كنا نحسبها نزيهة رغم التشوهات التي طالتها في الانتخابات الماضية.
للأسف هذا حال المجتمع المدني في تونس يشتغل لصالح أجندات حزبية/ايديولوجية لذلك لن يصلح الحال ما دامت نظرتنا قاصرة ولم يتم الفصل النهائي بين كل ماهو حزبي وماهو عمل مدني مجتمعي مواطني ثقافي اجتماعي رياضي.
الأصل أن لكل دور يقوم به بعيدا عن الحسابات الضيقة خاصة من الجمعيات والمنظمات لكن منظمة كمنظمة عتيد التي تعتبر سابقا رائدة في كل ما يهم الانتخابات ومراقبتها رغم بعض التصريحات المشبوهة سابقا مثل عدم امكانية اجراء الانتخابات طرح في ذهني عدة تساؤلات وهو ما يدعو للشك والريبة لكن كل التخمينات تأكدت عندي.
للأسف الكثير من الجمعيات والمنظمات في تونس (المشهورة) والتي يسمع لها تعمل لصالح أجندات خفية اما حزبية داخلية -وهذا أقل الشر- واما لجهات أجنبية مخابرتية -وهم الأكثر- أما باقي الجمعيات التي حاولت الاصلاح والعمل بنزاهة وشفافية وصل بها الأمر اما لايقاف النشاط نظرا لعدم وجود دعم مادي أو الى المهاجمة والتخذيل والتخوين.
لا بناء حقيقي لتونس الديمقراطية الا بخدمة الصالح العام الوطني بعيدا عن الحسابات الضيقة وضرورة الفصل الحقيقي بين الحزبي والمدني لضمان مزيد من الشفافية والنزاهة.