تدوينات تونسية

كيف توقف الإبداع في تونس بإغلاق جامع الزيتونة

عبد القادر الونيسي

أينما وليت وجهك نحو شتى ضروب الإبداع في تونس إلا طفا على السطح “الزواتنة” كعلامات فارقة في تاريخ البلاد.

سأكتفي بالعصر الحديث أو ما اصطلح على تسميته بعصر النهضة:

سأذكر الشيخ سالم بوحاجب ⁦شيخ خير الدين وصاحب أول دستور في تاريخ العرب. قبادو وبوحاجب صاحبا وثيقة إلغاء الرق (سبقنا فرنسا وعموم العالم الحر في تحرير العبيد).
الشيخ ابن أبي الضياف صاحب الإتحاف (أول من نادى بفصل السلطات والدعوة إلى مجلس شورى يراقب الباي).
الشيخ عبد العزيز الثعالبي مؤسس أول حزب سياسي تونسي.
الطاهر الحداد محرر المرأة اعتمادا على قراءة في النص الشرعي (انظر كتاب: امرأتنا في الشريعة والمجتمع). محمد علي الحامي وفرحات حشاد مؤسسا العمل النقابي. شاعر تونس أبو القاسم الشابي والبشير خريف مؤسس فن الرواية في تونس.
الهادي العبيدي عميد الصحافة. زبير التركي علامة فن الرسم. علي بن عياد ومحمد الحبيب في المسرح. الطاهر شريعة وعمار الخليفي في السينما.
في العلوم لن أذكر إلا علمين تربيا على إرث الجامع الأعظم وتفقها على أيدي مشائخه دون أن ينالهما حظ الدراسة في رحابه وهما عالم الذرة البروفيسور بشير التركي وعالم الرياضيات البروفيسور منصف بن سالم.
لن أذكر منارات الفقه والعلوم الشرعية أمثال الشيخ الطاهر بن عاشور والإمام الأكبر لجامع الأزهر الخذر حسين والشيخ الفاضل وغيرهم كثير ممن همشتهم دولة الحداثة فانتشر الجهل والتطرف فأنجبا الإرهاب.

هذا غيض من فيض فضل جامع الزيتونة على تونس ولكم أن تقارنوا بين هؤلاء وبين مبدعي دولة الحداثة. بين من رفع الحس والذوق العام في مدارج السمو والمكارم وبين من هوى به في مدارك الإبتذال والإذلال.
“إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock