عبد اللطيف علوي
تصفييييق… راااائع… ممتااااز… عاش عاش الاتّحاد… أكبر تييت في البلاد!!
لكن لحظة… دعوا غبيّا مثلي يطرح كعادته سؤالا ينغّص اﻷفراح ويشكّك في آلهتكم القديمة الجديدة.
ما الجديد الّذي جاء به كاهن الاتّحاد اﻷعظم سوى التّشغيل الفوري ﻷحد أفراد عائلة الشهيد السّكرافي؟؟
هل يعني ذلك أنّ كل المقترحات القديمة للحكومة كان ينقصها شيء واحد: ان يسقط شهيد كي نرفّع في الرّقم المطلوب إلى 1001 مثلا عوض 1000؟؟
لحظة!… لم أسمع جيدا… قلت إن الجديد هو أن الاتحاد هو الضامن لتطبيق الاتفاق؟
هل تتحدّث عن مفاوضات بين دولة محتلة وبين مقاطعة تحت الاحتلال؟ الاتحاد منذ 78 لم يكن ضامنا إلاّ لمصالح لوبياته واستقرار الرأسمال الفاسد وسلطة القمع والاستبداد، ثمّ إنّ من يضمن الحقوق ويدافع عنها هم رجالها بالاستعداد الدائم للنزول مرة أخرى للشارع والدفاع عن مصالحهم وليس الاتحاد أو اﻷحزاب…
كلّ النّقاط اﻷخرى ليس فيها أيّ جديد، سوى الاتّفاق على جدولة زمنيّة معيّنة كان يمكن أن يتمّ الاتّفاق عليها بسهولة لو كانت حالة التّفاوض الفارطة تشبه أو تقترب قليلا من حالة التّفاوض الجديدة مع الطّبّوبي…
ماذا كانت المشكلة إذن، وما الّذي تغيّر ؟
المشكلة ببساطة أنّه كان ممنوعا أن يتمّ الاتّفاق برعاية نهضويّة… كان هناك فيتو معلن على نجاح عماد الحمّامي في مهمّته ولو جاء بأكثر ممّا يطلبون!
ما الحلّ إذن؟… سنعفّن اﻷمور ونمضي بها إلى آخرها، حتّى يأتي من هو أهل ﻷن يناله هذا الشّرف… وهل هناك أفضل من أن يكون اتّحاد الشّغل؟… هو في النهاية منّا وإلينا، ويجب أن نحافظ على صورته كأكبر تيييت في البلاد!
لم تفهموا المقصود… لم يزعجني أبدا أن يكون هناك فيتو على الحمّامي أو على النّهضة… أنا يزعجني أنّه في سبيل ذلك ليس لدينا مانع من أن نقدّم الذّبائح… فليسقط السكرافي، وليسقط ألف سكرافي… المهمّ أن لا يحسب للنّهضة أيّ إنجاز سياسيّ، وخاصّة في ملفّ حارق مثل ملفّ الكامور، الملفّ الّذي كان اختبارا قاسيا للدّولة لم تعرفه تونس منذ الاستقلال…
مرّة أخرى أنتم لم تفهموني… قلت إنّني لا تعنيني النّهضة… يعنيني فقط أن ّّ هذا الشّعب المسكين المغلوب على أمره، قدره أن يعيش رهينة يهدّد الخاطفون بذبحها كلّما أرادوا أن يصفّوا حساباتهم مع النّهضة…
يعنيني أنّ سكّان الدّواخل يجب أن يموتوا وتموت حواملهم عند الولادة ﻷنّ عبد اللطيف المكّي نهضاوي…
يعنيني أنّه لا مشكلة أبدا في قتل 20 ألف تونسيّ، مادام ذلك سيمكّننا من إزاحة الخوانجيّة، كخطوة أولى قبل إعادتهم إلى السجون والمنافي والمقاصل…
يعنيني أنّني لا أريد لشعبي أن يصبح كلّه مشروع سكرافي، بسبب لعنة لا تنتهي…
يعنيني أنّ كلّ شيء في هذا البلد يمكن أن يكون له وجهان ومعنيان… وجه بحضور النّهضة، ووجه في غيابها… حيث يتغيّر كلّ شيء 180 درجة.
ـــــــــــــــــــــــ
تقبّل الله صومكم… وأشياء أخرى!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.